"مضيق هرمز".. إيران تشهر "عصاها السحرية" وواشنطن تخشى خطوة الإغلاق

مشاركة
مضيق هرمز مضيق هرمز
حياة واشنطن-تقرير 01:47 م، 22 يونيو 2025

أفادت تقارير إخبارية بأن البرلمان الإيراني صادق على قرار إغلاق "مضيق هرمز"، بعيد الهجمات الأمريكية التي "دمرت البرنامج النووي الإيراني"، وفقاً لما قاله وزير الدفاع الأمريكي بيت هيسغيث.

جاء القرار الإيراني عقب الضربات التي وجهها سلاح الجو الأمريكي ثلاث منشآت نووية داخل إيران، شملت فوردو ونطنز وأصفهان، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إنه على طهران القبول بإنهاء الصراع.

من جانبه، ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بالهجوم العسكري الأمريكي الذي استهدف منشآت نووية في إيران، واصفاً إياه بـ"العدوان الشرس وغير القانوني"، محمّلًا الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة المترتبة عليه.

وأكد عراقجي، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة إسطنبول التركية اليوم الأحد، ضرورة بقاء باب الدبلوماسية مفتوحًا، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن ترد إيران على الهجمات التي تعرضت لها من باب الدفاع عن النفس، "وستفعل ذلك".

بموازاة ذلك ، قال نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس: "إن تعطيل إيران لحركة الملاحة في مضيق هرمز سيكون بمثابة (انتحار لها)"، على حد تعبيره.

فيما أكد النائب الغيراني إسماعيل كوثري، القائد في الحرس الثوري الإيراني، أن أي خيار بما يشمل إغلاق مضيق هرمز بات مطروحاً، قائلاً: "سيتم اتخاذ القرار إن اقتضي الأمر".

ويعد مضيق هرمز ممراً استراتيجياً هاماً، ويرى مراقبون أنه قد يمثل تحولاً خطيراً في الصراع الدائر، حيث تمر عبره نحو 20 % من إمدادات النفط والغاز العالمية، ما يجعل أي تهديد بإغلاقه تصعيداً خطيراً على صعيد الاقتصاد والطاقة العالميين.

في السياق ذاته، صرح رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، عباس جولرو، بأن طهران تملك الحق القانوني في الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مستنداً إلى المادة العاشرة التي تتيح ذلك في حال تعرّض مصالح الدولة العليا للخطر.

وكانت النائبة سارة فلاحي في البرلمان الإيراني، أعلنت عقد جلسة طارئة للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بحضور الجهات المختصة، لمناقشة الرد الإيراني على "الاعتداء الأمريكي"، مؤكدة أن القرار النهائي حول طبيعة الرد سيتم اتخاذه خلال الجلسة.

(ماذا سيحدث حال الإغلاق)

يقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران، ويربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب، ويتميز بعمقه واتساعه الكافيين لاستيعاب أكبر ناقلات النفط الخام في العالم، وهو أحد أهم ممرات النفط في العالم.

وتتدفق كميات كبيرة من النفط عبر المضيق، ولا توجد سوى خيارات قليلة جدًا لنقل النفط منه في حال إغلاقه، وفي عام 2024، بلغ متوسط ​​تدفق النفط عبر المضيق 20 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل حوالي 20% من استهلاك السوائل البترولية العالمي، وفي الربع الأول من عام 2025، ظل إجمالي تدفقات النفط عبر مضيق هرمز مستقرًا نسبيًا مقارنةً بعام 2024، بحسب الموقع الرسمي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA).

ومن أكثر الدول تضررًا في حال إغلاق مضيق هرمز، هي دول الخليج ومصدرو النفط، وهي السعودية، والإمارات والكويت، والعراق، فقد يتراجع تصديرها بنسبة أكبر من 90% عبر المضيق، رغم وجود خطوط أنابيب بديلة مثل أنبوب البحر الأحمر.

لكن خطوط الأنابيب لا تعمل عادةً بكامل طاقتها، وتقدر أن حوالي 2.6 مليون برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية لخطوط الأنابيب السعودية والإماراتية قد تكون متاحة لتجاوز مضيق هرمز في حال انقطاع الإمدادات.

وهناك دول أخرى ستتضرر بشكل كبير من إغلاق مضيق هرمز، وهي الصين والهند واليابان وكوريا الشمالية، لأن 84% من النفط والغاز يصلهما عبر المضيق، والهند أيضًا.

اقرأ ايضا: "غموض وتضارب".. هل انتهى برنامج إيران النووي بعد الضربة الأمريكية؟

كما ستتضرر الدول الأوروبية بسبب تذبذب أسعار النفط العالمية، كما يمر أقل من مليون برميل يوميًا لأوروبا عبر مضيق هرمز، وبالنسبة للولايات المتحدة، فتستورد نحو 700 ألف برميل من النفط الخام والمكثفات من المضيق يوميًا، كما ستضرر هي الأخرى من زيادة غير مسبوقة في أسعار النفط.