شهدت الأروقة السياسية الأمريكية عاصفة من الانتقادات الحادة الموجهة إلى الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب بعد شن هجوم على إيران، وهي خطوة اعتبرها العديد من النواب من كلا الحزبين؛ الجمهوري والديمقراطي، انتهاكًا صريحًا للدستور الأمريكي لكونها تمت دون تفويض رسمي من الكونغرس.
لم يتأخر رد فعل الكونغرس، واعتبر السيناتور بيرني ساندرز ما فعله الرئيس دونالد ترامب "غير دستوري"، مجددًا التأكيد على أن الكونغرس هو الجهة الوحيدة المخوّلة دستوريًا بإعلان الحرب.
اقرأ ايضا: الكونغرس يصعد ضد ترامب لوقف "قراراته الاندفاعية"
بدوره.. أدان زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، الرئيس الأمريكي بشدة، مؤكدًا أن "الرئيس دونالد ترامب فشل في الحصول على إذن من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ويخاطر بتوريط أمريكا في حرب كارثية في الشرق الأوسط".
و وصف النائب الديمقراطي رو خانا الهجوم بأنه "دون أي تفويض من الكونغرس"، بينما لم يتردد النائب الجمهوري توماس ماسي في وصف ما جرى بأنه "غير دستوري بكل المقاييس"، مما يؤكد أن القضية هنا تتجاوز الولاءات الحزبية وتتعلق بمبادئ الحكم الدستوري.
من جانبها.. حذرت النائبة الديمقراطية سمر لي من أن قصف إيران بالقنابل "يقربنا من الحرب لا من السلام، ويعرّض حياة الملايين للخطر"، متهمة الرئيس ترامب بـ"دوسه مجددًا على الدستور وتصرفه خارج نطاق سلطته".
وفي السياق ذاته، وصف النائب رالف نادر القرار بأنه "خرق فاضح للدستور"، محذرًا من أن هذه الخطوة "ستؤدي إلى مقتل العديد من الجنود الأمريكيين، ويجب إدانتها بأشد العبارات"، وهو ما يشدد على التداعيات المباشرة على الأرواح الأمريكية.
لم تقتصر التحذيرات على الجانب القانوني. فقد وصف النائب الديمقراطي جيم ماغوفرن ما حدث بأنه "جنون يجرّ الولايات المتحدة نحو مواجهة كارثية في الشرق الأوسط"، معبرًا عن قلقه من الانزلاق إلى صراع إقليمي واسع النطاق.
أما عضو الكونغرس ياسمين أنصاري، فقد رأت في خطوة الرئيس ترامب "عملًا عسكريًا غير قانوني قد يدفع الولايات المتحدة إلى حرب أخرى دون غطاء تشريعي أو مساءلة سياسية"، داعيةً الكونغرس إلى عقد جلسة طارئة للتصويت على قرار صلاحيات الحرب، في محاولة لاستعادة الدور التشريعي.
وتتفق معها النائبة الأمريكية إلهان عمر، التي شددت على أن الضربات العسكرية لن تجلب السلام "بل ستؤدي فقط إلى إثارة المزيد من العنف وزعزعة استقرار المنطقة".
وبدورها، أكدت النائبة الديمقراطية بوني واتسون كولمان أن الولايات المتحدة، بخطوتها التصعيدية الأخيرة، شنَّت حربًا على دولة "لم تشكل أي تهديد وشيك لشعبنا"، ما يثير تساؤلات حول مبررات هذا التحرك.
في السياق.. أعرب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) عن قلقه البالغ، مصرحًا بأن "هجوم الرئيس ترامب على إيران قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية"، ما يسلط الضوء على البعد الإنساني والأمني الأوسع.
على صعيد متصل.. نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر في البيت الأبيض أن عددًا من المستشارين داخل الإدارة وخارجها حاولوا ثني الرئيس ترامب عن الهجوم، مقترحين الاكتفاء بدعم استخباراتي لحليف إقليمي، إلا أن الرئيس الأمريكي أصرّ على الخيار العسكري.
اقرأ ايضا: بعد ضربة المنشآت النووية: الخليج يتأهب لـ "الانتقام" الإيراني
من جهتها.. أفادت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، بأن كبار الديمقراطيين في لجان الاستخبارات لم يُبلغوا مسبقًا بالهجوم، في حين كان عدد من الجمهوريين على دراية مسبقة بالخطة.