شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم حدثاً دبلوماسياً بالغ الأهمية، بتوقيع جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا على اتفاق سلام شامل، يهدف إلى طي صفحة ثلاثين عاماً من النزاع الدامي الذي اندلع عام 1994 وأسفر عن سقوط آلاف الضحايا من الجانبين.
وقد بُثت مراسم التوقيع الرسمية مباشرة عبر قناة وزارة الخارجية الأمريكية على موقع "يوتيوب"، ما يعكس الأهمية الدولية لهذا التقارب.
اقرأ ايضا: تطبيع سوريا ولبنان.. واشنطن تشق طريق إسرائيل نحو "شرق أوسط جديد"
تمت مراسم التوقيع بحضور ومباركة من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إلى جانب وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية تيريزا كايومبا، ونظيرها الرواندي أوليفييه ندوهونجيريهي.
ويأتي هذا الاتفاق ثمرة لجهود وساطة مكثفة قادتها الولايات المتحدة وقطر، في مسعى لرأب الصدع بين البلدين الجارين.
وتضمن الاتفاق بنوداً محورية تهدف إلى إرساء أسس السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة. من أبرز هذه البنود:
حيث تعهد الطرفان بالاحترام المتبادل لسيادة كل دولة وسلامة أراضيها، مع حظر قاطع لأي أعمال عسكرية عدائية ضد الطرف الآخر.
ونص الاتفاق على آليات لنزع سلاح الجماعات المسلحة غير الحكومية العاملة في المنطقة، مع إمكانية دمج عناصرها في الحياة المدنية بشروط محددة، في خطوة حاسمة لمعالجة أحد أبرز مسببات عدم الاستقرار.
وإنشاء آلية تنسيق مشتركة بين البلدين لتناول القضايا الأمنية، ما يعزز التعاون الاستخباراتي ويفتح قنوات للتواصل لمنع أي تصعيد مستقبلي.
واتفق الطرفان على تسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين والنازحين داخلياً، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المناطق المتضررة، وهو ما يمثل خطوة إنسانية بالغة الأهمية.
وتضمن الاتفاق بنداً يمهد الطريق لإنشاء إطار للتكامل الاقتصادي الإقليمي، بهدف تعزيز التنمية المشتركة والاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية في كلا البلدين، مما يعكس رؤية بعيدة المدى للتعاون.
اقرأ ايضا: اتصالات بين طهران وواشنطن.. عودة للتفاوض أم استمرار للتصعيد؟
وقد دخل هذا الاتفاق حيز النفاذ فور توقيعه، ما يؤكد جدية الطرفين في الانتقال الفوري إلى مرحلة جديدة من العلاقات.