أشعل الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تفاعلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية بتصريحاته الأخيرة التي تدعو إلى إعادة النظر في استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك على حساب الصمت الدولي المطبق حيال القدرات النووية الإسرائيلية.
جاءت تصريحات الفيصل، في مقال رأي نشرته صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، لم تكن مجرد رأي عابر، بل مثّلت قنبلة دبلوماسية تكشف عن عمق الإحباط العربي تجاه ما يعتبره كثيرون "ازدواجية المعايير" في التعامل مع ملف الانتشار النووي.
ولم يتردد الأمير تركي في مقارنة الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت إيرانية، بمسارٍ بديل يرى أنه كان الأجدر بالتطبيق لو ساد "الإنصاف" على الساحة الدولية. قائلاً: "لو كنا في عالم يسود فيه الإنصاف لرأينا قنابل التدمير القاذفة الأمريكية من طراز (B2 ) تمطر ديمونا ومواقع إسرائيلية أخرى، فإسرائيل في نهاية المطاف تمتلك قنابل نووية خلافاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".
وأشار الفيصل بوضوح إلى أن "الأدهى من ذلك أن إسرائيل لم تنضم إلى تلك المعاهدة، وظلت خارج نطاق سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم يفتش أحد منشآتها النووية".
ويعكس هذا الطرح من شخصية بحجم ومكانة الأمير تركي الفيصل، توجهاً متزايداً في المنطقة يدعو إلى تطبيق مبدأ المساواة والشفافية على جميع الدول فيما يتعلق بامتلاك الأسلحة النووية والتفتيش عليها، بدلاً من التركيز على دول بعينها وتجاهل أخرى تمتلك بالفعل ترسانة نووية خارج إطار الشرعية الدولية.