أمريكا تضرب قلب إيران النووي وتخلط الأوراق

مشاركة
واشنطن - حياة واشنطن 12:51 ص، 22 يونيو 2025

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم الأحد، تنفيذ هجمات عسكرية أمريكية واسعة النطاق استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، شملت موقع فوردو السري للغاية، ونطنز، وأصفهان. الهجوم، الذي وصفه ترامب بـ"الناجح للغاية"، يأتي في ظل تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران، ورفض أمريكي للرد الإيراني على مقترحات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

ووفقًا لتصريحات ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، فإن جميع الطائرات المشاركة في الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام وتتجه نحو قواعدها. وأكد ترامب إلقاء "حمولة كاملة من القنابل" على منشأة فوردو الرئيسية، مشيدًا بـ"محاربينا الأمريكيين العظماء" وقدرة الجيش الأمريكي الفريدة.

اقرأ ايضا: تصريحات إيرانية مفاجئة: طهران تفتح باب التفاوض النووي بشرط

وفي خطاب وجهه إلى الشعب الأميركي والعالم فجر الأحد هدد ترامب إيران بشن هجمات "أكثر قسوة واتساعا" إذا لم تستجب للدعوات إلى السلام، وذلك بعد تنفيذ ضربات عسكرية استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية.

وقال ترامب إن "الهدف من الضربات هو تدمير قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم ومنع أي تهديد نووي مستقبلي"، مؤكدا أن "المنشآت النووية الإيرانية الثلاث تم تدميرها بالكامل"، وفق تعبيره.

ووصف ترامب العملية بأنها "نجاح عسكري رائع ورسالة رادعة لطهران"، وأضاف: "على إيران الآن أن تصنع السلام، وإلا فإن الضربات المقبلة ستكون أكبر بكثير وأكثر دقة"، مشيرا إلى أن "أهداف الليلة كانت من الأصعب، لكن هناك المزيد إذا تطلّب الأمر".

وأكد ترامب أن الهدف الأساسي للعملية هو "منع امتلاك إيران لأي قدرة تهدد الأمن العالمي"، مشددًا على أن "الولايات المتحدة ما زالت تملك قائمة بأهداف أخرى جاهزة، وأن إيران تواجه خيارين: السلام أو المأساة".

من جانبها، كشفت قناة "فوكس نيوز" عن أن الولايات المتحدة استخدمت قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ "توماهوك كروز" في هذه العملية. 

وأفادت القناة أن خمس أو ست قنابل قوية ألقتها قاذفات "بي-2" الشبحية استهدفت مجمع فوردو السري تحت الأرض، وهو عدد يفوق التوقعات السابقة التي قدرت أن قنبلتين ستكونان كافيتين.

بالإضافة إلى فوردو، تعرضت منشأتا أصفهان ونطنز لهجمات متزامنة، حيث أُطلق عليهما ما يقرب من 30 صاروخ "توماهوك" من غواصات متمركزة على بعد حوالي 400 ميل.

وفي محاولة لتهدئة المخاوف بشأن الآثار البيئية والكوارث المحتملة، نقلت "فوكس نيوز" عن خبراء في السلامة النووية تأكيدهم أن الضربة الأمريكية على منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو لن تؤدي إلى انبعاث إشعاعات أو انفجار نووي. 

وأوضح الخبراء أن هذه الكوارث كانت ستحدث لو كانت المنشأة تحتوي على مفاعلات نووية أو رؤوس حربية، وهو ما لا يعتقد المراقبون والخبراء الدوليون أنه الحال.

ومع ذلك، رجّحت القناة إصابة موظفين في المنشآت المستهدفة جراء الضربة، دون تحديد لحجم الإصابات أو الوفيات.

يتزامن هذا التصعيد العسكري مع توترات دبلوماسية مكثفة. فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلًا عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن الولايات المتحدة اعتبرت رد إيران على شروط وقف إطلاق النار مع إسرائيل "غير مقبول" لبدء المفاوضات.

ووفقًا للمصادر، عرضت واشنطن على طهران أطرًا محتملة لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن الجانب الأمريكي قيم الرد الإيراني بأنه "غير بناء بما يكفي"، دون الكشف عن تفاصيل المقترحات الأمريكية أو الاعتراضات عليها.

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرح في وقت سابق بأن بلاده مستعدة للمفاوضات، مشترطًا لذلك وقف العدوان الإسرائيلي.

في المقابل، أكد التلفزيون الإيراني الرسمي أنباء استهداف أمريكي لثلاثة مواقع نووية: فوردو ونطنز وآخر في أصفهان. وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، فجر اليوم الأحد، بأن منشأتي أصفهان ونطنز وسط البلاد تعرضتا لهجمات وصفت بـ"العدوانية".

وذكرت محافظة أصفهان أن الدفاعات الجوية الإيرانية في مدينتي أصفهان وكاشان تصدت لأهداف معادية، بالتزامن مع سماع دوي انفجارات في عدة مناطق من المحافظة، بما في ذلك محيط المنشآت النووية.

اقرأ ايضا: أول ظهور لـ"خامنئي" بعد الهدنة: هجوم على ترامب وحديث عن البرنامج النووي

حتى اللحظة، لم تعلن السلطات الإيرانية عن حجم الخسائر البشرية أو المادية نتيجة هذه الهجمات، ولم يصدر تعليق رسمي من الحكومة أو هيئة الطاقة الذرية الإيرانية.