في خطوة تعكس المخاوف المتزايدة بشأن اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، طرح ثلاثة أعضاء ديمقراطيين بارزون في مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار يهدف إلى تقييد صلاحيات الرئيس دونالد ترامب العسكرية، وذلك في أعقاب الضربة الأمريكية الأخيرة ضد إيران.
يأتي هذا التحرك التشريعي في ظل تصعيد إقليمي متواصل، بلغ ذروته باستهداف إيران لقاعدة أمريكية في قطر يوم الإثنين، كرد انتقامي.
اقرأ ايضا: خطة ترامب لمستقبل غزة: نفي قادة "حماس".. ومصر والإمارات تحكمان القطاع
ويواجه مشروع القرار، الذي قدمه النواب جيم هايمز، وغريغوري ميكس، وآدم سميث في وقت متأخر من مساء الإثنين، عقبة كبيرة تتمثل في الأغلبية الجمهورية داخل مجلسي النواب والشيوخ.
ويجعل هذا الواقع السياسي من تمرير أي تشريع يحد من صلاحيات الرئيس أمرًا بالغ الصعوبة، على الرغم من الدعوات المتقاطعة من بعض أعضاء الكونغرس من الحزبين لضبط استخدام القوة العسكرية في إيران ومنع انجرار الولايات المتحدة إلى صراع أوسع.
وأكد النواب الديمقراطيون- في بيانهم المشترك- أن "الرئيس ترامب يجب ألا يُسمح له ببدء حرب مع إيران أو أي دولة أخرى دون موافقة الكونغرس". وأضافوا أن الضربات الأخيرة نُفذت "من دون أي تشاور فعلي أو تفويض من الكونغرس"، مشددين على أن صلاحية إعلان الحرب تعود حصريًا للسلطة التشريعية بموجب الدستور الأمريكي.
في المقابل، يرى رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، أن "الوقت غير مناسب" لمناقشة صلاحيات الحرب حاليًا، بينما يؤكد حلفاء ترامب أن لديه السلطة الدستورية لاتخاذ إجراءات أحادية ضد إيران، بدعوى إزالة "التهديد النووي المحتمل" الذي تمثله طهران.
وأشار النواب الديمقراطيون الجدل حول الصلاحيات الدستورية إلى أن تحركات الرئيس ترامب فاقت الإطار المحدود الذي قد تبرره حجة إزالة التهديد النووي. فقد ألمح الرئيس، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، إلى إمكانية الإطاحة بالحكومة الإيرانية، مما أثار قلق النواب.
وقال النواب في بيانهم: "الرئيس نشر على وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات تتعلق بتغيير النظام، وهو ما يُقوّض أي ادعاء بأن هذه العملية كانت محدودة ومصمّمة فقط لإزالة تهديد نووي." وأضافوا: "لم يحدث أي نقاش مدروس أو تخطيط دقيق في هذا الشأن، فالأفعال الجادة تتطلب نقاشًا جادًا، لا قرارات اندفاعية من رئيس الدولة."
اقرأ ايضا: غضب عارم في الكونغرس بعد ضربة إيران دون تفويض
يتزامن هذا التطور في واشنطن مع تصاعد التوترات الإقليمية، التي بدأت في 13 يونيو مع شن إسرائيل هجومًا على إيران. وتؤكد اسرائيل أن عملياتها ضد إيران تهدف إلى منع طهران من تطوير ترسانة نووية. في المقابل، تصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي، وتلتزم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، على عكس إسرائيل التي ليست طرفًا في المعاهدة.