شهدت منطقة الشرق الأوسط تطورًا دراماتيكيًا، صباح اليوم الثلاثاء، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار الشامل والكامل بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ في تمام الساعة السابعة بتوقيت القدس. والذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يمثل نهاية رسمية لحرب خاطفة استمرت 11 يومًا وهددت بإشعال المنطقة بأكملها.
وجاء التوصل إلى هذه الهدنة بعد جهود دبلوماسية مكثفة ووساطة قطرية حاسمة، أعقبت تصعيدًا غير مسبوق شمل استهداف مواقع حيوية للطرفين.
اقرأ ايضا: تفاصيل غير مسبوقة لعملية تجسسية دمرت القيادة الإيرانية
وفي تصريح أولي ومفاجئ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى "اتفاق نهائي" لوقف شامل وكامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
ووصف ترامب هذا الإنجاز بأنه إنهاء رسمي للحرب التي استمرت لأيام، مشيدًا بـ"شجاعة وذكاء" الطرفين في التوصل إلى هذا الحل الذي جنّب المنطقة سنوات من الصراع المحتمل.
وفي سلسلة تصريحات لاحقة، أوضح ترامب أن وقف إطلاق النار سيطبق مبدئيًا لمدة 12 ساعة كبادرة حسن نية، ليتم تمديده تلقائيًا ويصبح دائمًا. وتعهدت الولايات المتحدة بمراقبة تنفيذ الاتفاق، معربة عن ثقتها في أن هذا التطور سيعيد ضبط الأوضاع في المنطقة ويفتح آفاقًا جديدة للسلام.
وأفادت وكالة "رويترز" نقلًا عن مسؤول إيراني كبير، بأن طهران وافقت رسميًا على مقترح وقف إطلاق النار، الذي جاء عبر وساطة قطرية ومبادرة أميركية.
وجاء هذا التطور في أعقاب تصعيد خطير شمل استهداف قاعدة "العديد" الأميركية في قطر من قبل إيران، مما سرّع من وتيرة التحركات الدبلوماسية.
ولعبت الدوحة دورًا محوريًا في جهود التهدئة، حيث كشفت مصادر مطلعة لـ"رويترز" عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التدخل العاجل لإقناع القيادة الإيرانية بقبول المبادرة، بعد أن أبلغه بأن إسرائيل وافقت بالفعل على وقف إطلاق النار. وأشارت المصادر إلى أن ترامب ونائبه أجريا مباحثات مكثفة مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني فور الهجوم على قاعدة "العديد"، في محاولة لاحتواء التصعيد وتفعيل المسار السياسي.
من جانبها.. أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلًا عن مسؤول رسمي، مشاركة قطر الفعالة في الوساطة. ورغم إعلان ترامب، التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت حيال إعلان الرئيس الأميركي، حيث طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من وزرائه عدم التعليق علنًا، في إشارة إلى حساسية الموقف الداخلي.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح اليوم، بعد 11 يومًا من التصعيد العسكري الذي بدأ فجر الجمعة 13 يونيو بهجوم إسرائيلي واسع استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية داخل إيران.
وقبل ساعات فقط من سريان الهدنة، شنت إيران هجمات صاروخية مكثفة على مدن ومواقع استراتيجية داخل إسرائيل. أسفرت هذه الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 6 إسرائيليين في بئر السبع، وإصابة أكثر من 30 آخرين، بينهم حالات حرجة، وفقًا لهيئة الإسعاف الإسرائيلية ووسائل إعلام إسرائيلية.
وأفادت القناة "12"، بأن صاروخًا باليستيًا أصاب مبنى سكنيًا بشكل مباشر في بئر السبع، ما أدى إلى انهيار أجزاء كبيرة منه. كما دوّت انفجارات في تل أبيب والمنطقة الوسطى والقدس المحتلة، بالتزامن مع صفارات الإنذار وإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي.
اقرأ ايضا: أول ظهور لـ"خامنئي" بعد الهدنة: هجوم على ترامب وحديث عن البرنامج النووي
من جهتها.. ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن طهران سعت لتنفيذ "الضربة الأخيرة" قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ، في محاولة لتثبيت توازن الردع قبل الهدنة، وهو ما عكس حجم التوتر الذي سبق التوصل إلى الاتفاق.