واشنطن تعرض "صفقة كبرى" على إيران بينما تلوح بالقوة

مشاركة
نيويورك - حياة واشنطن 06:16 ص، 28 يونيو 2025

في خطوة مفاجئة تجمع بين التهديد الصريح والدبلوماسية المشروطة، تقدمت الولايات المتحدة بمبادرة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي تهدف إلى إبرام "صفقة" مع إيران، في محاولة لنزع فتيل توتر هو الأخطر منذ سنوات، والذي شهد تبادلاً عسكرياً مباشراً بين إيران وإسرائيل، وتدخلاً أمريكياً نوعياً.

رسمت الرسالة الأمريكية، التي حملت توقيع القائمة بأعمال بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا، مسارين لا ثالث لهما أمام طهران: إما التخلي الكامل والنهائي عن طموحاتها النووية، أو مواجهة المزيد من الإجراءات العسكرية.

اقرأ ايضا: "خرق وقف النار".. إيران وإسرائيل تتبادلان الاتهامات

وجاء في نص الرسالة الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن: "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بالسعي لإبرام اتفاق مع الحكومة الإيرانية". 

وأضافت شيا أن هذه الصفقة "ستجلب فوائد كبيرة للشعب الإيراني وستحقق السلام والازدهار للمنطقة بأكملها"، مشترطةً أن "تتخلى الحكومة الإيرانية عن طموحاتها النووية وألا تحاول أبدًا امتلاك أسلحة نووية".

وشددت الرسالة بشكل لا لبس فيه على أن الولايات المتحدة تحتفظ بحقها الكامل في اتخاذ "إجراءات إضافية قد تصبح ضرورية وفقًا للحق الطبيعي في الدفاع عن النفس"، وذلك للرد على أي تهديدات مستقبلية ضد مواطنيها أو حلفائها في المنطقة.

يأتي هذا التحرك الدبلوماسي في أعقاب 12 يوماً من التصعيد العسكري المحموم الذي بدأ بعملية إسرائيلية واسعة النطاق ضد إيران في 13 يونيو. 

واتهمت إسرائيل طهران بإدارة برنامج نووي عسكري سري، وشنت غارات جوية استهدفت بشكل مباشر منشآت نووية حساسة، وقواعد جوية، وقامت باغتيال شخصيات بارزة من بينهم جنرالات وعلماء فيزياء نووية.

إيران، التي نفت الاتهامات، لم تتأخر في الرد، حيث قامت بشن هجمات مضادة، ليدخل الطرفان في حلقة عنيفة من الضربات المتبادلة.

اقرأ ايضا: "موجة جديدة بوتيرة أقوى".. إيران ترفع شدة هجومها على إسرائيل

وبلغ التصعيد ذروته بتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر ليلة 22 يونيو، حيث شنت هجوماً مركّزاً على منشآت نووية إيرانية، في خطوة تهدف على ما يبدو إلى توجيه رسالة حاسمة لطهران. وفي رد فعل سريع، قامت إيران مساء 23 يونيو بشن هجوم صاروخي على قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية في قطر، وهي واحدة من أهم القواعد الاستراتيجية لواشنطن في المنطقة. ورغم جرأة الهجوم، سارعت طهران إلى التأكيد على أنها لا تنوي التصعيد أكثر، في إشارة قد تكون تهدف إلى ضبط إيقاع المواجهة وفتح الباب أمام مخرج سياسي.