"رسوم التقاضي".. "صدام خطير" بين القضاء والمحامين يشعل أزمة في مصر

مشاركة
نقابة المحامين نقابة المحامين
القاهرة-حياة واشنطن 04:29 م، 19 يونيو 2025

تتصاعد الأزمة بين نقابة المحامين ومؤسسة القضاء، على خلفية ما يعرف برسوم التقاضي التي فرضتها الأخيرة، إذ قررت محكمة القضاء الإداري وقف تنفيذ قرار مجلس النقابة بعقد جمعية عمومية طارئة، كانت مقررة السبت 22 يونيو الحالي، للتصويت على خطوات تصعيدية ضد الرسوم القضائية المستحدثة.

واعتبرت محكمة القضاء الإداري - في حيثيات حكمها الصادر بوقف انعقاد الجمعية العمومية - أن دعوة مجلس النقابة لعقد الجمعية “افتقرت إلى سبب واقعي وقانوني”.

اقرأ ايضا: الكشري يكشف تناقضًا خطيرًا بين الإعلام والسياسة في مصر 

وأشارت المحكمة إلى أن اللجوء لخيارَي الإضراب والاعتصام، يُعد “تمهيداً لتكريس أمر واقع بانتزاع ما يدّعيه حقاً بغير الأطر الدستورية الحاكمة في الدولة القانونية”.

وأكدت أن هذه الخطوة من شأنها “تعطيل مرفق العدالة، والنيل من حق التقاضي والإخلال بدولة القانون”، موضحة أن حرية الرأي والتعبير، وإن كانت مكفولة دستورياً، فإن ممارستها يجب أن تراعي التوازن مع مبدأ الفصل بين السلطات، واحترام الآليات القانونية للاعتراض على القرارات الإدارية.

واتهمت المحكمة، نقابة المحامين بأنها تتهرب من أداء اختصاصاتها القانونية، وتوريط الجمعية العمومية في صراع سياسي إداري لا يدخل ضمن نطاقها المشروع، معتبرة أن ما جرى يمثل “توظيفاً غير مشروع لصلاحيات المجلس، يهدد التوازن المؤسسي لمرفق العدالة”.

في المقابل، قال عضو مجلس النقابة العامة للمحامين، أشرف عبد الغني، إن الرسوم المفروضة على الخدمات القضائية تمثل تهديداً مباشراً لحق التقاضي.

وأشار عبد الغني - في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية - إلى أن فرض مثل هذه الأعباء المالية يحوّل العدالة إلى امتياز لمن يستطيع تحمل كلفتها.

بدوره، أعلن عضو مجلس النقابة، ربيع الملواني، أن الجمعية العمومية للنقابة ستنعقد في موعدها “تحت أي مسمى”.

وأكد الملواني - في بث مباشر عبر منصة “فيسبوك” - أن الاعتصام والإضراب "وسيلتان قانونيتان مشروعتان للتعبير عن الرفض لرسوم غير دستورية تمثل جباية لن نقبلها". 

وأضاف: "كان أولى بالمحكمة أن تسأل من فرضوا الرسوم عن تعسفهم بدلًا من اتهامنا بتعطيل مرفق القضاء".

وتعود الأزمة إلى مطلع مارس الماضي، حين أصدر رئيس محكمة استئناف القاهرة، المستشار محمد نصر سيد، قراراً إدارياً استحدث بموجبه رسوماً جديدة على “خدمات مميكنة، أبرزها: “مراجعة الحوافظ” بقيمة 33 جنيهاً لكل ورقة، ورفع رسوم الشهادات إلى 60.5 جنيهاً، والحصول على الصيغة التنفيذية من الأحكام إلى 242 جنيهاً.

اقرأ ايضا: ترامب يكشف تفاصيل تهديد مصر بـ"تفجير سد النهضة" قبل تدخله

واعتبر المحامون أن تلك القرارات تشكّل عبئاً مالياً إضافياً غير دستوري وغير مستند إلى تشريع، بينما دافعت دوائر قضائية عن القرار، باعتباره جزءاً من جهود تطوير العمل الرقمي داخل المحاكم.