الجيش الإسرائيلي يكشف لأول مرة شركات التكنولوجيا المساعدة في الهجوم على غزة

مشاركة
جنود إسرائيليون جنود إسرائيليون
رام الله _ حياة واشنطن 07:13 ص، 17 سبتمبر 2024

كشفت قائدة وحدة مركز الحوسبة ونظم المعلومات في جيش الاحتلال الإسرائيلي العقيد راشيلي ديمبينسكي، علناً لأول مرة استخدام الجيش خدمات التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركات التكنولوجيا العملاقة٬ في هجوم إسرائيل المستمر على قطاع غزة.

وظهر في العرض الذي قدمته ديمبينسكي شعارات شركات "Amazon Web Services" التي تعرف اختصاراً بـ(AWS) و"Google Cloud وMicrosoft" أكثر من مرة.

وقالت ديمبينسكي، إن وحدتها العسكرية، المعروفة باسم "مامرام" بالعبرية، تستخدم بالفعل "سحابة تشغيلية" مستضافة على خوادم عسكرية داخلية، بدلاً من السحابات العامة التي تديرها شركات مدنية. ووصفت هذه السحابة الداخلية بأنها "منصة أسلحة"، والتي تتضمن تطبيقات لتحديد الأهداف للقصف، وبوابة لعرض لقطات حية من الطائرات بدون طيار فوق سماء غزة، بالإضافة إلى أنظمة إطلاق النار والقيادة والتحكم.

وأضافت ديمبينسكي، "لكن مع بداية الغزو البري لغزة في أواخر أكتوبر 2023 سرعان ما أصبحت الأنظمة العسكرية الداخلية مثقلة بسبب العدد الهائل من الجنود والعسكريين الذين تمت إضافتهم إلى المنصة كمستخدمين، مما تسبب في مشاكل تقنية هددت بإبطاء الوظائف العسكرية الإسرائيلية. لذا قرروا أنهم بحاجة إلى "الخروج إلى العالم المدني"٬ وفقاً لوصفها. 

وتابعت: "لذا سمحت الخدمات السحابية التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون وجوجل وماكيروسوفت للجيش بشراء خوادم تخزين ومعالجة غير محدودة بنقرة زر، دون الالتزام بتخزين الخوادم فعلياً في مراكز الكمبيوتر التابعة للجيش".

وأردفت: "لقد وصلنا بالفعل إلى نقطة حيث تحتاج أنظمتنا حقًا إلى هذه الثروة الهائلة من الخدمات والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي". 

وأشارت إلى أن العمل مع هذه الشركات منح الجيش "فعالية عملياتية كبيرة جدًا" في قطاع غزة على حد تعبيرها.

ولم تحدد ديمبينسكي الخدمات التي تم شراؤها من شركات الحوسبة السحابية، أو كيف ساعدت الجيش. 

وفي تعقيب لموقعي "+972" و"Local Call" الإسرائيليين، أكد الجيش الإسرائيلي أن المعلومات السرية وأنظمة الهجوم المخزنة على السحابة الداخلية لم يتم نقلها إلى السحابة العامة التي توفرها شركات التكنولوجيا.

في السياق.. ذكر موقع "responsible statecraft" الأمريكي، أن هذين الموقعين أجريا تحقيقاً كشف أن الجيش الإسرائيلي قام في الواقع بتخزين المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من خلال المراقبة الجماعية لسكان غزة على خوادم تديرها "AWS" التابعة لشركة أمازون. ويمكن للتحقيق أيضاً أن يكشف أن بعض مزودي السحابة قدموا ثروة من قدرات وخدمات الذكاء الاصطناعي لوحدات الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة. 

وقالت مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية وصناعة الأسلحة الإسرائيلية وشركات السحابة الثلاث وسبعة مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين شاركوا في العملية منذ بدء الغزو البري في أكتوبر، إن تعاون الجيش مع أمازون "AWS" وثيق بشكل خاص٬ حيث يوفر عملاق السحابة لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مزرعة خوادم تُستخدم لتخزين كميات كبيرة من المعلومات الاستخباراتية عن الفلسطينيين في الحرب.

وبحسب مصادر متعددة، فإن السعة الهائلة لنظام الحوسبة السحابية الخاص بأمازون AWS تسمح للجيش بالحصول على "تخزين لا نهاية له" لتخزين المعلومات الاستخباراتية عن "كل شخص" تقريباً في غزة. 

اقرأ ايضا: أزمة بين زامير وكاتس توسع فجوة الانقسامات المتزايدة داخل الجيش الإسرائيلي

ووصف أحد المصادر الذي استخدم النظام السحابي أثناء الحرب الحالية قيامه "بطلبات من أمازون" للحصول على معلومات أثناء تنفيذ مهامه العملياتية، والعمل بشاشتين – إحداهما متصلة بأنظمة الجيش الخاصة، والأخرى متصلة بنظام "AWS" الخاص بأمازون.