في زلزال يهز أركان المجتمع الإسرائيلي، كشفت شابات عن قصص مروعة لانتهاكات جنسية على يد حاخام بارز ومؤثر، يُدعى حاييم يوسف ديفيد أبيرجيل.
جاءت هذه الشهادات الصادمة ضمن تحقيق استقصائي بثته "القناة 12" العبرية، لتُسلط الضوء على استغلال السلطة الروحية والثقة لأغراض مشينة، وتفجر غضبًا واسعًا مطالبًا بالعدالة.
وتتعدد روايات الضحايا، لكنها تتقاطع في نقطة محورية: حاخام استغل مكانته كمرشد روحي ومصدر للدعم النفسي، ليحول ملاذ الأمان إلى فخّ للاعتداء.
وتروي إحدى الضحايا، التي اختارت اسم "لييل" المستعار (21 عامًا)، تفاصيل مؤلمة كيف لجأت إلى أبيرجيل، الذي يُنظر إليه كـ"كل شيء" و"الطريق إلى الله" بالنسبة للعديد من أتباعه، بحثًا عن المشورة في أزمة حياتية. لكن تلك المشورة تحولت إلى لمسات غير لائقة، تصاعدت لتصل إلى انتهاكات صريحة.
وقررت لييل، التي كتمت الأمر لأكثر من عام، كسر جدار الصمت عندما أدركت أنها ليست الوحيدة. قائلة "ظننتُ أن ما حدث معي كان حالة منفردة، لكنه استمر مع فتيات أخريات". وصفت لييل لحظات الرعب التي عاشتها: "ارتجفتُ وبكيتُ، وطلبتُ منه التوقف، لكنه لم يستجب".
وبرير الحاخام للييل افعاله بزعم أن "ما حدث كان مقبولًا.. الله يحبكِ ويرعاكِ، ولذلك أنا قريب منكِ"، في محاولة لغسل دماغ الضحية واستغلال إيمانها. لم يكتفِ بذلك، بل حذرها من إخبار أي شخص، مدعيًا أن الناس قد "يفهمون الأمر بشكل خاطئ"، في تكتيك كلاسيكي للمعتدين للسيطرة على ضحاياهم. كما حاول شراء صمتها عبر تقديم هدايا مالية وعينية، مطالبًا إياها بشراء خاتم ذهبي "لكي تشعر بأنه قريب منها".
ولم تكن لييل الضحية الوحيدة. فقد بدأت شكاوى مماثلة تتدفق إلى الشرطة، مما يشير إلى أن القضية قد تكون أوسع نطاقًا مما ظهر في البداية. حيث كشفت إحدى الضحايا الأخريات عن تعرضها للتحرش وهي في الثالثة عشرة من عمرها. وبعد سنوات من الانتقال إلى مدينة أخرى، تلقت تهديدات من محيط الحاخام إذا ما تجرأت على الكلام، مما يثير مخاوف جدية بشأن شبكة حماية محتملة حول أبيرجيل.
وفي تطور لافت، اعترف الحاخام ببعض أفعاله أمام والدي لييل، مدعيًا بشكل مثير للجدل أنها "كانت لمصلحتها". هذا الاعتراف، وإن كان جزئيًا، يتناقض مع النفي القاطع الذي قدمه محاميه، الذي وصف جميع الاتهامات بـ"الافتراء الدموي"، مؤكدًا أن موكله "لم يؤذِ أحدًا طوال حياته، وعمله كله من أجل شعب إسرائيل وجنوده".
تأتي هذه الفضيحة لتضع الحاخام أبيرجيل في مرمى عاصفة قضائية وسياسية، خاصة وأنه كان قد تصدر الأخبار مؤخرًا بسبب معارضته لحركة "شاس" وإعلانه نيته الترشح للانتخابات مع حزب حريدي جديد. ومن المتوقع أن يفتح تحقيق رسمي قريبًا، وسط مطالبات شعبية واسعة بتحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المتورطين.