كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية رفيعة، وعلى رأسها موقع "واللا"، عن أن الساعات القادمة تحمل في طياتها مفترق طرق حاسم لمستقبل قطاع غزة.
ففي الوقت الذي تتضاءل فيه الآمال بشأن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين، تُصعّد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من لهجتها، مهددةً بشن عملية عسكرية واسعة النطاق وغير مسبوقة في قلب القطاع.
اقرأ ايضا: هل يكسر الضغط الأمريكي جمود مفاوضات "هدنة غزة"؟
وعلى الرغم من الرسائل الإيجابية التي تسرّبت في الأيام الأخيرة حول تقدم محتمل في ملف صفقة تبادل الأسرى، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى جمود مخيف. فالمفاوضات، التي تعتمد على وساطة دولية مكثفة، لم تسفر عن أي اختراق حقيقي حتى الآن. تحذيرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية واضحة وصريحة: إذا لم يتم إحراز تقدم ملموس خلال الساعات المقبلة، فإن الموافقة على مناورة عسكرية شاملة باتجاه قلب غزة وتطويق المناطق المركزية أصبحت وشيكة.
وتؤكد المصادر السياسية أن الطرفين، إسرائيل وحماس، حريصان بشدة على التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات جوهرية تعيق التقدم، تتطلب ضغطًا إضافيًا من الوسطاء لحلها قبل فوات الأوان.
ووفقا للمصادر ، فإن القيادة السياسية الإسرائيلية لن تنتظر طويلاً، وستُجبر على ممارسة ضغط عسكري إضافي على حماس. وتتضمن الخطة المقترحة سيناريوهات مرعبة:
مناورة برية واسعة: في قلب مدينة غزة، مما يعني نقل جماعي للسكان نحو جنوب القطاع. محاصرة المخيمات المركزية: بما في ذلك دير البلح، التي تُعد ملاذًا لمئات الآلاف من النازحين.
وفي تصريح صادم، أشار مصدر أمني رفيع المستوى إلى استمرار الحياة الطبيعية جزئيًا في مدينة غزة حتى الآن، قائلاً: "قد يبدو الأمر غريبًا، فبعد كل أيام القتال التي مضت، لا تزال المقاهي والمطاعم في مدينة غزة مفتوحة وتعمل حتى هذه الأيام، بما في ذلك المتاجر والمناطق التجارية. إذا قررت القيادة السياسية نقل السكان، فسيكون ذلك كارثيًا لحماس."
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في غزة عبر خمسة محاور رئيسية، في محاولة لاستنزاف قدرات حماس وتدمير بنيتها التحتية: فيلادلفيا، موراج، نتساريم، منطقة كرارا، جباليا، وبيت لاهيا.
اقرأ ايضا: لماذا فشلت مفاوضات الدوحة؟.. مصادر فلسطينية تكشف السبب
تُعد منطقة جباليا، شمال غزة، مسرحًا لعمليات "تطهير" مكثفة للقوات الإسرائيلية منذ أكثر من أسبوع، بهدف القضاء على الجماعات المسلحة التي تستغل شبكات الأنفاق والمباني المدنية. السيطرة على جباليا، بيت لاهيا، وبيت حانون تُعتبر خطوة استراتيجية لفتح الطريق نحو قلب مدينة غزة، تمهيدًا لأي عملية أوسع نطاقًا.