كشفت مصادر أهلية موثوقة في جنوب سوريا عن تحركات إسرائيلية متسارعة وذات أبعاد استراتيجية تهدف إلى إقامة "منطقة عازلة" حساسة في المثلث الحدودي المشترك بين سوريا ولبنان وإسرائيل. هذه الخطوة، التي وصفها مراقبون بأنها محاولة لفرض "حزام أمني" محكم، من شأنها أن تمتد من مزارع شبعا المتنازع عليها إلى مدينة القنيطرة السورية، بهدف رئيسي هو خنق "الجبهة الشمالية" ومنع أي تحرك عسكري محتمل من الأراضي اللبنانية أو السورية.
وفقًا للمصادر، فإن هذه المنطقة العازلة المخطط لها ليست مجرد خط فاصل، بل هي توسيع للسيطرة الإسرائيلية لتشمل أجزاء حيوية من جبل الشيخ والقنيطرة. ما يمنح الجيش الإسرائيلي إشرافًا ناريًا مباشرًا وميزة استراتيجية على المناطق السورية واللبنانية المحاذية. ما يعزز بشكل كبير من قدرة إسرائيل على المراقبة الدائمة والتدخل السريع والفعّال عند أي تصعيد أمني أو عسكري، مما يغير من قواعد الاشتباك المحتملة في المنطقة.
اقرأ ايضا: "تطبيع ومناطق عازلة".. رئيس سوريا يلتقي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في أبوظبي
وأكدت المصادر أن إسرائيل لم تكتفِ بالتخطيط، بل شرعت بالفعل في خطوات عملية ملموسة لتنفيذ هذا المخطط على الأرض. أبرزها توسيع شبكة الطرق العسكرية في المنطقة الحدودية لتسهيل حركة الآليات والقوات، وإنشاء مهبط للمروحيات القتالية قرب مرتفعات راشيا. هذه التحركات اللوجستية والعسكرية تهدف إلى تمكين الجيش الإسرائيلي من نشر قوات رد سريع بشكل فوري وتنفيذ دوريات جوية منتظمة على امتداد الحدود، مما يضمن حضورًا عسكريًا دائمًا وقدرة ردع فورية.
وأشارت المصادر إلى أن تعزيز البنية التحتية العسكرية في مزارع شبعا ومحيطها، وهي منطقة حساسة ومتنازع عليها تاريخيًا بين لبنان وسوريا، لا يهدف فقط إلى السيطرة الميدانية، بل يهدف أيضًا إلى مراقبة أي عمليات تهريب أسلحة يشتبه الجانب الإسرائيلي بأنها تستهدف دعم ميليشيات حزب الله.
اقرأ ايضا: إسرائيل تدرس إقامة "منطقة منزوعة السلاح" جنوب غزة.. ما الهدف منها؟
تعتبر مزارع شبعا نقطة خلاف محورية في النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل؛ فإسرائيل تحتلها منذ عام 1967، بينما تطالب بيروت باستعادتها وتصنفها الأمم المتحدة ضمن الأراضي السورية التي كانت خاضعة للسيادة السورية قبل احتلالها.