ضوء أخضر مشروط: ترامب "لا يمانع" ضربات إسرائيلية محتملة ضد إيران

مشاركة
واشنطن - حياة واشنطن 01:00 م، 12 يوليو 2025

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تطورات بالغة الأهمية قد تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم ممانعته لشن إسرائيل المزيد من الضربات العسكرية ضد إيران، في حال استأنفت طهران سعيها نحو امتلاك سلاح نووي. 

وذكرت الصحيفة، أن ذلك جاء خلال اللقاء الخاص بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.

اقرأ ايضا: "بسبب غزة".. الاتحاد الأوروبي يطرح 10 خيارات محتملة لإجراء سياسي ضد إسرائيل

وعلى الرغم من تفضيل ترامب للحل الدبلوماسي، إلا أن صمته أمام خطط نتنياهو يشي بتعقيدات المشهد. فبينما يعول الرئيس الأميركي على التهديد بشن هجمات إضافية كوسيلة ضغط لدفع طهران نحو اتفاق يوقف برنامجها النووي، تشكك إسرائيل بشدة في قدرة التسوية الدبلوماسية على منع إيران من السعي السري لامتلاك قنبلة نووية.

ووفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، تخلصت إسرائيل إلى أن جزءًا من مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني، القريب من درجة صنع القنبلة، لا يزال بحالة جيدة في منشأة أصفهان. 

وقد تمكن هذه المنشأة، التي تعرضت لقصف أميركي بقنابل خارقة للتحصينات الشهر الماضي إلى جانب فوردو ونطنز، إيران، بجهود كبيرة، من استعادة بعض المواد الانشطارية منها. 

في المقابل، يرى المسؤول الإسرائيلي أن الضرر الذي لحق بمنشأتي نطنز وفوردو سيمنع طهران من استعادة اليورانيوم منهما. 

وتحذر إسرائيل من أن أي محاولة إيرانية لاستعادة اليورانيوم من أصفهان أو إحياء برنامجها النووي المنهار ستُكتشف فورًا، مؤكدة قدرتها على منع طهران من امتلاك قنبلة نووية على المدى القصير عبر العمليات السرية التي تستهدف العلماء والقادة النوويين.

ويرى محللون أن سعي ترامب نحو حل دبلوماسي يواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في قدرة إسرائيل على عرقلة هذا المسار. فخطوات إسرائيل التصعيدية وفرض رؤيتها في التعامل مع إيران قد تقوّض جهود واشنطن. 

وقدرت إسرائيل قبل ضرباتها العسكرية في يونيو الماضي أن إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي بدائي في غضون أشهر، وسلاح قابل للاستخدام في غضون عام. ويعتقد مسؤولون إسرائيليون كبار أن تلك الضربات أعاقت قدرة طهران على صنع سلاح نووي لمدة تصل إلى عامين إضافيين، وهو ما يتوافق مع تقييم البنتاغون الأخير.

ويتوقع العديد من الخبراء أنه إذا أعادت إيران بناء برنامجها النووي، فلن يكون ذلك علنًا، بل عبر مواقع تخصيب سرية تحت الأرض. هنا تبرز الحاجة إلى قنابل خارقة للتحصينات يمكنها الوصول إلى أعماق الأرض حيث توجد أجهزة الطرد المركزي والمنشآت النووية. ومع أن إسرائيل تؤكد امتلاكها معلومات استخبارية حول هذه المواقع السرية، إلا أنه من غير المعروف ما إذا كانت تمتلك القنابل اللازمة لاختراقها.

بالنسبة للقيادة الإيرانية، فإن رفض طلب ترامب بالتخلي عن التخصيب واستئناف الأنشطة النووية يعني تجدد الضربات الإسرائيلية، وربما مشاركة الولايات المتحدة، مما قد يهدد بقاء النظام نفسه. وقد أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على غرار قادة آخرين، استعداد طهران لاستئناف المحادثات النووية مع واشنطن، شريطة الحصول على ضمانات بعدم تكرار الهجمات خلال المفاوضات، مع التشديد على حق إيران في تخصيب اليورانيوم.

اقرأ ايضا: الصين: أميركا وإسرائيل تفتقران للشرعية في ضربات إيران

ويعلق السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، دان شابيرو، بأن التوصل لاتفاق كان صعبًا قبل الضربات، والآن سيكون أصعب. ويضيف: "لا يمكن لترامب التراجع عن مبدأ التخصيب الصفري، وستشعر إيران أنها لا تستطيع التنازل عن ذلك نتيجة تعرضها للهجوم". هذا الوضع المعقد يضع المنطقة على شفا تحولات قد تكون دراماتيكية.