واشنطن تستهدف "ألبانيز" وتحذر من "الحرب القانونية" ضد حلفائها

مشاركة
واشنطن - حياة واشنطن 05:16 ص، 14 يوليو 2025

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الفلسطينيين، متهمة إياها بشن "حملة سياسية واقتصادية" ضد واشنطن وإسرائيل. 

وشدد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو،

اقرأ ايضا: "ترامب يشعل الحرب التجارية".. سهام "الرسوم الجمركية" تصيب 4 دول عربية

على أن بلاده "لن تتسامح بعد الآن" مع هذه الحملة، مؤكداً دعم واشنطن الثابت لحق شركائها في الدفاع عن النفس.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي - في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية- أن "الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ أي إجراءات نراها ضرورية للرد على الحرب القانونية، وكبح ومنع تجاوزات المحكمة الجنائية الدولية غير المشروعة وإساءة استخدامها للسلطة، وحماية سيادتنا وسيادتنا على حلفائنا".

ومنذ تعيينها في عام 2022، دأبت ألبانيز على المطالبة بإحالة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية، ووصفت في تقارير متعددة إسرائيل بـ"الفصل العنصري"، كما رفضت عنف حركة حماس واصفة إياه بـ"غير المفاجئ".

لم تقتصر اتهامات ألبانيز على إسرائيل، ففي تقرير لها صدر في يوليو 2025 أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قالت إن الولايات المتحدة قد تكون "مسؤولة عن جريمة العدوان الدولي" بسبب ضربات الرئيس ترامب على ثلاثة مواقع نووية إيرانية. كما وجهت انتقادات حادة للشركات الأمريكية التي تزود إسرائيل بتقنيات دفاعية، مشيرة إلى وجوب مواجهتها عواقب قانونية بتهمة "المساعدة والتحريض" على "الجرائم المزعومة".

وتشير هذه المواقف إلى ما تصفه الإدارة الأمريكية وبعض المنظمات الحقوقية بـ"الحرب القانونية" المستمرة، والتي تسعى لفرض مساءلة قضائية على الأطراف التي ترى أنها تتجاوز المعايير الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها.

أحد أبرز النقاط التي أشعلت الجدل حول ألبانيز هو منشور لها عام 2022، تم حذفه لاحقاً، تساءلت فيه عما إذا كان "اللوبي اليهودي" يسيطر على السياسة الخارجية الأمريكية. ورغم تراجعها عن هذا التعليق لاحقاً وسط انتقادات واسعة لتبنيه معاداة السامية، إلا أن هذه الشبهات ظلت تلاحقها وتزيد من حدة المعارضة لها.

في السياق.. لاقى قرار العقوبات الأمريكي ترحيباً واسعاً من القادة الإسرائيليين. فكتب وزير الخارجية جدعون ساعر رداً على ذلك: "رسالة واضحة. حان الوقت للأمم المتحدة أن تنتبه!". كما علّق سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في صحيفة جيروزالم بوست قائلاً: "تقوّض ألبانيز باستمرار مصداقية الأمم المتحدة بترويجها روايات كاذبة وخطيرة، ولن نلتزم الصمت".

اقرأ ايضا: "غزة وتوسيع دائرة السلام".. يتصدران حديث نتنياهو قبل توجهه إلى واشنطن

في المقابل، أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن رفضه القاطع للعقوبات، مطالباً بإلغائها الفوري. وقال تورك في بيان صحفي: "أحثّ على الإلغاء الفوري للعقوبات الأمريكية المفروضة على المقررة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، رداً على العمل الذي قامت به بموجب ولايتها بشأن حالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، حتى في ظلّ الخلافات الحادة، ينبغي على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الانخراط بشكل جوهري وبناء، بدلاً من اللجوء إلى الإجراءات العقابية".