"غزة: أطباء تحت القصف".. وثائقي يزلزل عرش "بي بي سي" ويكشف المستور

مشاركة
وكالات - حياة واشنطن 03:37 م، 05 يوليو 2025

هزّت انتقادات حادة من أسطورة كرة القدم ومقدم البرامج السابق في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) جاري لينيكر، أروقة المؤسسة العريقة، حيث وصف قرارها بحجب فيلم وثائقي يسلط الضوء على معاناة الأطباء في غزة بأنه "مدعاة للخزي"، متهمًا القيادة العليا بالرضوخ لضغوط سياسية. 

جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، مسلطًا الضوء على أسبوع عصيب شهدته "بي بي سي" على خلفية عدة قضايا.

في أول تعليق علني له منذ مغادرته "بي بي سي" في مايو الماضي، أعرب لينيكر، مقدم برنامج "ماتش أوف ذا داي" السابق، عن "خيبة أمل عميقة" خلال عرض خاص للفيلم الوثائقي "غزة: أطباء تحت القصف" مساء الخميس في لندن. 

وأثناء إدارته لجلسة نقاش مع منتجي العمل، قال لينيكر بتأثر واضح: "كان من الضروري أن يعرض هذا الفيلم... أعتقد أن الجميع هنا يتفقون على ذلك. الـ بي بي سي يجب أن تشعر بالخزي."

وأضاف لينيكر، الذي أمضى ثلاثين عامًا في خدمة المؤسسة: "رؤية تراجعها بهذا الشكل خلال العامين الأخيرين أمر مدمر. لطالما دافعت عنها، وكنت أؤمن بمهنيتها... لكن الحقيقة أن المشكلة تكمن الآن في القيادة العليا." 

واتهم لينيكر القيادة بالخضوع "لضغوط واضحة"، مشيرًا إلى أن "العديد من الأشخاص قد يحاسبون لاحقًا على هذا التواطؤ.".

تأتي تصريحات لينيكر وسط غضب داخلي متصاعد داخل "بي بي سي"، حيث وقع أكثر من 100 موظف على رسالة تنتقد قرار إسقاط الفيلم. وواجه المدير العام، تيم ديفي، أسئلة محرجة في اجتماع افتراضي مع الموظفين، مما يعكس عمق الأزمة.

وبررت "بي بي سي" قرارها بالتخلي عن الفيلم بعد "حوادث أثارت مخاوف من فقدان الحياد التحريري"، مشيرة إلى أن مقدمة الفيلم، راميتا نافاي، وصفت إسرائيل خلال ظهور إذاعي بأنها "دولة مارقة ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي".

غير أن هذه الرواية قوبلت بالرفض من منتجي الفيلم، الذين اتهموا "بي بي سي" بمحاولة "إسكاتهم" وعرقلة بث عمل يوثق الاستهداف المنهجي للطواقم الطبية في غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

تتزامن هذه الأزمة مع أسبوع عصيب شهدته هيئة الإذاعة البريطانية، حيث تعرضت أيضًا لتداعيات فشلها في قطع البث المباشر لعرض بوب فيلان في مهرجان غلاستونبري الموسيقي. فخلال البث المباشر، قاد بوبي فيلان، واسمه الحقيقي باسكال روبنسون فوستر، هتافات "الموت، الموت للجيش الإسرائيلي" في إشارة إلى جيش الدفاع الإسرائيلي.

وقد تعرض المدير العام، تيم ديفي، لضغوط كبيرة من الوزراء بسبب هذا. 

وعلى الرغم من حصوله على تصويت بالثقة من مجلس إدارة هيئة الإذاعة البريطانية ورئيسها، سمير شاه، إلا أن التوقعات تشير إلى أن شخصيات أخرى في المستويات الأدنى قد تتحمل اللوم على ذلك.