كييف تخفف من سقف التوقعات عشية قمة "الناتو"

مشاركة
وكالات - حياة واشنطن 07:24 ص، 24 يونيو 2025

في تحول لافت يعكس واقعاً سياسياً متغيراً، أقر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بات أمراً غير ممكن "في الوقت الراهن"، مؤكداً أن الظروف الراهنة تحول دون تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الذي طالما سعت إليه كييف. 

جاء ذلك في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز"، ما يمثل تراجُعاً ملحوظاً عن الخطاب الأوكراني السابق الذي دأب على التأكيد على الرغبة الملحة في العضوية الكاملة.

اقرأ ايضا: حديث روته لترامب يقسم الأوروبيين ويكشف تصدع الناتو

وجاء إقرار زيلينسكي هذا عشية انطلاق قمة الناتو المرتقبة يومي 24 و25 يونيو، التي تستضيفها لاهاي ويشارك فيها نحو 45 من رؤساء الدول والحكومات و45 وزيراً للخارجية والدفاع، إلى جانب وفود رسمية تضم حوالي ستة آلاف عضو. 

ورغم تأكيده على أن الشراكة مع أوكرانيا تعود بالفائدة على الحلف، إلا أن زيلينسكي لم يخض في مسألة استمرار سعي بلاده للعضوية، ولم يُعلن صراحة عن تخلي كييف عن طموحاتها المستقبلية في هذا الاتجاه، مما يترك الباب مفتوحاً لتفسيرات متعددة حول مسار السياسة الخارجية الأوكرانية.

في سياق متصل.. كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية أوروبية، عن أن أوكرانيا لن تتلقى مساعدات جديدة أو أسلحة إضافية من الغرب خلال القمة المرتقبة، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي حيوية. 

وأفاد مصدر في الحكومة الألمانية بأن مسألة انضمام أوكرانيا إلى الحلف لن تكون محوراً رئيسياً في قمة لاهاي، وذلك بسبب غياب الإجماع داخل الناتو بشأن هذا الملف الحساس.

ويُرجّح أن لا يحمل البيان الختامي للقمة أي بشائر لأوكرانيا أو حتى جورجيا. فقد أكد خبراء في مركز السياسات الأوروبية في بروكسل أن البيان لن يتضمن وعوداً بانضمام أي من الدولتين إلى الحلف. هذا الاستنتاج يعكس واقعية التوجهات داخل الناتو، حيث يبدو أن الأولوية هي لترسيخ الاستقرار والتعامل مع التحديات الأمنية الراهنة، بدلاً من توسيع العضوية في ظل ظروف إقليمية معقدة.

لطالما دأبت القيادة الأوكرانية على التأكيد على رغبتها القوية في الانضمام إلى الناتو، رغم التحفظات الغربية. إلا أن خطاب كييف بدأ يتخذ منحى أكثر براغماتية في الآونة الأخيرة، وهو ما يتسق مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. 

في الإطار اعتبر ترامب أن سعي الغرب المستمر لضم أوكرانيا إلى الناتو، وتصريحات سلفه جو بايدن بهذا الشأن، كانت من العوامل الرئيسية التي دفعت روسيا إلى شن عمليتها العسكرية في أوكرانيا.