سيناريو "الاغتيال" يطارد خامنئي: المرشد يسمي خلفاءه تحسبًا للأسوأ

مشاركة
وكالات - حياة واشنطن 01:46 م، 21 يونيو 2025

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن معلومات حساسة نقلاً عن مصادر إيرانية مطلعة تؤكد أن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، يستعد لاحتمال اغتياله، وقد اتخذ بالفعل خطوات استباقية بتسمية ثلاثة خلفاء محتملين في حال وقوع ذلك.

ووفقاً لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على خطط الطوارئ المتعلقة بالحرب، يعيش خامنئي حالياً في ملجأ محصن، وقد علّق استخدام جميع وسائل الاتصال الإلكترونية، مكتفياً بالتواصل مع قادة جيشه عبر مساعد موثوق به لتقليل احتمالات تعقبه. كما عين مجموعة من البدلاء ضمن سلسلة القيادة العسكرية تحسباً لاحتمال مقتل المزيد من معاونيه المقربين.

اقرأ ايضا: أول ظهور لـ"خامنئي" بعد الهدنة: هجوم على ترامب وحديث عن البرنامج النووي

وتأتي هذه الإجراءات غير المسبوقة، والتي اتخذها خامنئي منذ شنّت إسرائيل سلسلة من الهجمات المفاجئة الجمعة الماضي، لتؤكد أن النظام الإيراني الذي يمتد لأكثر من ثلاثة عقود يمر بلحظة فارقة وحساسة للغاية.

في خطوة تكشف مدى جدية التهديد الذي يواجهه، أصدر خامنئي تعليمات مباشرة إلى مجلس خبراء القيادة، الهيئة الدينية المسؤولة عن اختيار المرشد الأعلى، لاختيار خليفته سريعاً من بين الأسماء الثلاثة التي سلمها إليهم. هذه الخطوة استثنائية، إذ أن عملية تعيين المرشد الأعلى تستغرق عادةً شهوراً في الظروف العادية. 

ويؤكد المسؤولون أن خامنئي يسعى لضمان انتقال سريع ومنظم للسلطة للحفاظ على إرثه في ظل ظروف الحرب الراهنة.

المفارقة اللافتة هي أن مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى والذي كان يُعتقد أنه الأوفر حظاً لخلافة والده، لم يكن ضمن المرشحين. كما أن الرئيس الإيراني المحافظ السابق إبراهيم رئيسي، الذي كان مرشحاً بارزاً أيضاً، لقي مصرعه في حادث تحطم مروحية عام 2024، مما يقلص خيارات المرشحين الأقوياء.

يواجه القادة الإيرانيون، وفقاً للمسؤولين، حرباً تُخاض على جبهتين رئيسيتين. الأولى من الجو، عبر ضربات إسرائيلية تستهدف قواعد عسكرية، منشآت نووية، وبنى تحتية حيوية، بالإضافة إلى اغتيالات تستهدف قادة وعلماء نوويين داخل شققهم السكنية.

أما الجبهة الثانية فهي داخلية، وتتمثل في وجود عملاء إسرائيليين ومتعاونين على الأرض ينفذون هجمات بطائرات مسيرة تستهدف منشآت حيوية. وقد أدت مخاوف التسلل الإسرائيلي إلى صفوف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية إلى هزّ النظام الحاكم في طهران، وحتى المرشد نفسه.

وعلى الرغم من صعوبة اختراق منظومة القيادة الإيرانية، فإن سلسلة القيادة لا تزال تعمل، ولا توجد مؤشرات واضحة على وجود انقسامات داخل الصفوف السياسية، بحسب المسؤولين والدبلوماسيين في إيران.

يُدرك خامنئي أن إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تسعيان لاغتياله، وهي نهاية يعتبرها "شهادة". ويستعد كبار القادة الإيرانيين بهدوء لوضع خطط لمواجهة مجموعة من السيناريوهات، خاصة مع اشتداد وطأة الحرب وتفكير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إمكانية التدخل المباشر.

ويركز قادة إيران على ثلاثة مخاطر أساسية: محاولة اغتيال خامنئي، تدخل الولايات المتحدة في الحرب، وتعرض منشآت البنية التحتية الحيوية – كالسدود ومحطات الكهرباء ومصافي النفط والغاز – لمزيد من الضربات المدمّرة.

اقرأ ايضا: "حظًا سعيدًا".. ترامب يوجه رسالة لـ"خامنئي" ويتحدث عن ضرب إيران

وفي ظل هذه التطورات، تبقى رسالتا خامنئي المسجلتان إلى الشعب، حيث ظهر جالساً أمام ستائر بنية اللون وبجواره العلم الإيراني، تأكيداً على عزمه عدم الاستسلام، في رسالة موجهة للشعب الإيراني والعالم بأن "شعب إيران سيصمد في وجه حرب مفروضة".