"بنموت من الجوع".. يحدث في غزة: صرخات "البطون الخاوية" تعلو أزيز الرصاص

في مؤشر خطير على تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهالي قطاع غزة نتيجة الحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل، تتعالى "هنا" تتعالى صرخات الجوعى وتغلب حتى أصوات المدفعية.

آخر إحصائية أظهرت ارتفاع عدد الوفيات جراء الجوع وسوء التغذية في القطاع إلى 18 حالة خلال 24 ساعة؛ وبحسب مصادر طبية فلسطينية فإن المستشفيات في غزة تستقبل يوميًا مئات الحالات التي تعاني من إجهاد حاد وأعراض خطيرة نتيجة الجوع، تشمل فقدان الذاكرة ونقص الطاقة الحاد، في ظل عجز شبه كامل في الأسرّة والمستلزمات الطبية.

اقرأ ايضا: "أنا جعان".. فيديو لطفل من غزة يصرخ باكيًا من شدة الجوع

من جانبها، أصدرت الفصائل الفلسطينية بيانًا قالت فيه: "ما يتعرض له قطاع غزة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق القوانين الدولية".

وحملت الفصائل، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته "مسؤولية الإبادة الجماعية وحرب التجويع ضد سكان قطاع غزة".

وأضافت: "هذه الجرائم تكشف نية حكومة الاحتلال وسعيها لفرض مشروع الإبادة والتهجير القسري".

في السياق، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم الأحد إن إسرائيل تتعمد تجويع المدنيين في قطاع غزة، بمن فيهم مليون طفل يعاني الكثير منهم سوء التغذية ويواجهون خطر الموت.

وأعلنت الأونروا - في حسابها على منصة "إكس" - أن الوضع في القطاع بلغ "المرحلة الخامسة"، وهي الأشد والأخطر في مؤشرات المجاعة، موضحة أن لديها ما يكفي من الغذاء لجميع سكان غزة لأكثر من 3 أشهر، وهو مخزن في مستودعات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي.

‎وطالبت الوكالة برفع الحصار عن قطاع غزة والسماح لها بإدخال الغذاء والأدوية، قائلة "ارفعوا الحصار، اسمحوا للأونروا بإدخال الغذاء والأدوية".

"نريد أن نأكل فقط"

‎ومن قلب القطاع المحاصر، تظهر مقاطع فيديو يستغيث من خلالها الأهالي، إذ تداول نشطاء عبر مواقع التواصل مقطعًا لإحدى نساء القطاع المنكوب وهي تقول: "نحن نموت.. والله العظيم نموت.. منذ عشرة أيام لم نأكل شيئًا، نعيش فقط على الماء".

فيما أشار رجل آخر إلى أن "الأسعار مرتفعة ولا يوجد عمل"، مضيفًا: "قضيت اليوم كله أبحث عن طعام، وليس لدينا طعام منذ أكثر من أربعة أشهر منذ بدء الحرب، وحتى هذه اللحظة".

‎أما عن حال الأطفال، فقد قال أحدهم: "ننام ونحن نحلم فقط بقطعة خبز. ننام جائعين، ونستيقظ في الليل ونحن نصرخ: نريد أن نأكل.. فقط نريد أن نأكل."

‎ورغم انشغال الطواقم الطبية بانتشال الجثث ومعالجة الجرحى وسط إمكانيات شحيحة، أطلقت طواقم الإسعاف نداء استغاثة. 

فقد شغلت جميع سيارات الإسعاف صافراتها بشكل متزامن، في دعوة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لإدخال المساعدات الطبية.

اقرأ ايضا: "الجوع" ينهش بطون أطفال غزة.. استشهاد 69 طفلاً بسبب سوء التغذية

من جهته، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتمثل في "القتل والتجويع الجماعي، تهدد أكثر من مليونين وأربعمائة ألف نسمة في القطاع، يشكل الأطفال ما يزيد عن نصفهم".