"لأول مرة".. "دير البلح" في دائرة الحرب الإسرائيلية: بداية تصعيد أم ورقة ضغط؟

مشاركة
أمر إخلاء إسرائيلي لأهالي دير البلح أمر إخلاء إسرائيلي لأهالي دير البلح
حياة واشنطن-تقرير 11:08 ص، 20 يوليو 2025

أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، تحذيرًا جديدًا بإجلاء الفلسطينيين المقيمين في جنوب غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث من المقرر أن يبدأ عمليات برية في المدينة لأول مرة منذ بداية الحرب.

وعبر صفحته على منصة "إكس"، قال أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، إن "الجيش الإسرائيلي يواصل العمل بقوة كبيرة لتدمير قدرات العدو.. حيث يوسع أنشطته في منطقة لم يعمل فيها من قبل"، مشيرًا إلى صدور تعليمات للمدنيين بالتوجه جنوبا إلى منطقة المواسي على الساحل.

اقرأ ايضا: "الشرع" داخل دائرة الاغتيالات.. إسرائيل تصَّعد ميدانيًا وتهدد سياسيًا

وتعد هذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب التي يصدر فيها الجيش الإسرائيلي تحذيرًا بإخلاء منطقة دير البلح، وهي من المواقع القليلة في القطاع حيث لم يعمل الجيش الإسرائيلي فيها بقوات برية.

جدير بالذكر أن عدد الفلسطينيين المقيمين في وسط غزة يُقدَّر بنحو 350 ألف نسمة، وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي.

إنذار الجيش الإسرائيلي سكان دير البلح وسط قطاع غزة بإخلاء المنطقة، يعد خطوة غير مسبوقة، تثير العديد من التساؤلات، كونها المرة الأولى التي يتم فيها إصدار إنذار رسمي بإخلاء هذه المنطقة، إلى جانب الاعتقاد السائد في إسرائيل بأن حركة "حماس" قد تحتفظ ببعض الرهائن الإسرائيليين هناك.

وتعليقًا على الخطوة، صرّح المحلل العسكري في موقع "واللا" الإخباري، أمير بوحبوط، بأن الجيش الإسرائيلي امتنع حتى الآن عن تنفيذ عمليات برية واسعة في المعسكرات الوسطى خشية الإضرار بمناطق يُعتقد بوجود الرهائن فيها.

وقال: "بيان المتحدث باسم الجيش باللغة العربية يأتي، في مرحلته الأولى، للضغط على حماس التي تماطل في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، ويعكس أيضًا استعدادًا لعملية عسكرية أوسع تشمل غارات جوية ومناورات برية".

وأضاف: "هذا البيان قد يدل على قرب انتهاء عملية (عربات جدعون)، وبالتالي بدء القيادة السياسية في اتخاذ قرار بشأن المرحلة التالية، إما تطويق المعسكرات الوسطى ومدينة غزة، أو الانتقال إلى مرحلة أكثر عنفًا تهدف إلى احتلال القطاع بالكامل".

وتابع بوحبوط: "هذه التحركات تُعد توسعًا إضافيًا للعملية البرية، في ظل مساعي الجيش لتدمير البنية التحتية لحماس وتقويض قدراتها القيادية الميدانية، حيث تتركز العمليات حاليًا على مواجهة كتيبة حماس في بيت حانون، إلى جانب نشاط مكثف في جباليا والشجاعية".

ورغم هذا التصعيد، أوضح بوحبوط أن مستوى الصراع لا يزال منخفضًا نسبيًا في الخلفية، ريثما يتم التوصل إلى تسوية سياسية. 

ووفق مصادر سياسية إسرائيلية، لا تزال الفجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس في ما يتعلق باتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار، إلا أن تقدمًا قد يُسجل في الأيام المقبلة إذا ازداد الضغط الأمريكي.

من جهته، قال المحلل العسكري في موقع "واينت"، يوآف زيتون، إن دير البلح تضم مخيمًا للاجئين لجأ إليه عدد كبير من سكان غزة خلال الحرب، لكون الجيش لم ينفذ عمليات برية فيه. كما تضم المنطقة مستشفى شهداء الأقصى، حيث استقر كثير من النازحين.

وأضاف أن حماس أقامت احتفالات هناك في يناير الماضي، أبرزت فيها أن البنية التحتية لا تزال صامدة مقارنة بالدمار الذي طال خان يونس وشمال القطاع. كما أشار إلى أن مشاهد سكان غزة وهم يرتادون الشاطئ في دير البلح أثارت غضبًا داخل إسرائيل.

وأوضح أن كتيبة حماس في دير البلح تُعد قوية، وقد امتنع الجيش الإسرائيلي عن مهاجمتها خشية المساس بالرهائن، لكنه يقدّر أن تطهير المنطقة يتطلب على الأقل لواءين عسكريين وشهرين من العمليات.

بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش لم يناور حتى الآن في مخيمات الوسط ودير البلح خوفًا من وجود أسرى، موضحة أن السيطرة على 75 في المئة من القطاع ضمن عملية "عربات جدعون" ترك مجالاً ضيقًا للمناورة دون الاقتراب من مواقع يُشتبه بوجود الرهائن فيها.

اقرأ ايضا: "من الحرب إلى البتر".. "مرح خضر" شابة فلسطينية فقدت قدمها ولم تفقد عزيمتها

وخلص التقرير إلى أن التحركات قد تكون جزءًا من ديناميكية التفاوض بشأن إطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى وقف إطلاق نار.