تصريح ترامب يُشعل التكهنات: بشأن هدنة غزة

مشاركة
07:58 ص، 19 يوليو 2025

في تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، عن قرب الإفراج عن 10 محتجزين إضافيين من غزة، دون تقديم تفاصيل حول هويتهم أو آليات الإفراج. 

جاء هذا التصريح خلال عشاء في البيت الأبيض مع أعضاء مجلس النواب، حيث أشاد ترامب بجهود مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، مؤكداً: "استعدنا معظم الرهائن. سنستعيد عشرة رهائن آخرين قريباً جداً، ونأمل أن ننتهي من ذلك بسرعة."

اقرأ ايضا: رهانات ترامب على غزة: تفاؤل حذر أم ضغط غير مسبوق؟

تأتي تصريحات ترامب في خضم مفاوضات حساسة وغير مباشرة تُجرى في الدوحة منذ السادس من يوليو/تموز الجاري، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي. تهدف هذه المفاوضات إلى التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق نار شامل لمدة 60 يوماً، يتخلله الإفراج عن المحتجزين.

ويشير المشهد التفاوضي إلى مرحلة حرجة، فبينما أعرب المبعوث الأمريكي ويتكوف يوم الأربعاء عن تفاؤله بإيجابية سير المفاوضات، أكد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، أن إسرائيل في مرحلة متقدمة من المحادثات بشأن الصفقة.

و كشفت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن تل أبيب تدرس إرسال وفد ثانٍ من كبار مسؤوليها إلى الدوحة، في مؤشر على رغبتها في "إغلاق الصفقة" والتوصل لاتفاق. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن "الأسبوع الحالي سيكون مفصلياً"، حيث ينتظر الوسطاء رد حركة حماس على مقترح جديد قُدم للطرفين، يأخذ في الاعتبار الموقف الإسرائيلي المحدث. ويُعتقد أن التوصل لاتفاق بات ممكناً إذا استمرت وتيرة المحادثات الحالية وجاء رد حماس إيجابياً.

على الجانب الآخر، جاء رد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، حاسماً ومحذراً. ففي كلمة مصورة يوم الجمعة، أكد المتحدث باسم القسام، أبو عبيدة، أن الحركة "عرضت مراراً خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة نسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة"، مشيراً إلى أن إسرائيل "رفضت ما عرضناه".

ولم يكتفِ أبو عبيدة بذلك، بل لوّح بتصعيد محتمل في حال تعنت إسرائيل، قائلاً: "إذا تعنّت العدو بجولة المفاوضات، فلن نضمن العودة مجدداً لصيغة الصفقات الجزئية، ولا لمقترح الأسرى العشرة". هذا التصريح يضع ضغوطاً إضافية على المفاوضات، مشيراً إلى رفض حماس للتجزئة وربما سعياً منها لفرض شروط أكثر شمولية.

اقرأ ايضا: هل يكسر الضغط الأمريكي جمود مفاوضات "هدنة غزة"؟

وتتزامن هذه التطورات السياسية والعسكرية مع أوضاع إنسانية كارثية وغير مسبوقة في قطاع غزة. حيث يشهد القطاع تزايداً مقلقاً في أعداد الوفيات والمرضى جراء سوء التغذية الحاد وسياسة التجويع، فضلاً عن القصف الإسرائيلي المكثف الذي يستهدف بشكل متزايد خيام النازحين، صهاريج المياه، ونقاط توزيع المساعدات. هذه الأوضاع المأساوية تزيد من الضغط على جميع الأطراف للتوصل إلى حل سريع ومستدام ينهي المعاناة الإنسانية.