أثارت التصريحات المتتالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن سد النهضة الإثيوبي ضجة واسعة وتكهنات متزايدة حول توقيتها ودوافعها.
وعاد ترامب، الذي كان وسيطًا في مفاوضات سابقة حول السد، ليُحذر مجددًا من المخاطر التي يُشكلها السد على حياة الشعب المصري، مُسلطًا الضوء على تمويل الولايات المتحدة لجزء كبير من المشروع.
وشدد ترامب على أن إثيوبيا "بنت السد بأموال الولايات المتحدة إلى حد كبير، إنه واحد من أكبر السدود في العالم". وأضاف مُحذرًا: "لكنه يعاني من مشكلة صغيرة، إنه لا يسمح بمرور الكثير من المياه إلى نهر النيل، يمكنكم أن تتخيلوا أن مصر غير سعيدة بذلك، لأنها تعتمد في حياتها على نهر النيل، النيل هو دمها، هو قلبها، هو كل شيء لها".
وتُعد هذه التصريحات هي الثالثة لترامب خلال أيام قليلة، مما يُشير إلى أهمية الملف بالنسبة له، أو ربما يُلمح إلى تحول محتمل في موقفه تجاه الأزمة المائية في المنطقة. وقد أعرب ترامب عن استيائه من طريقة التعامل مع القضية، قائلًا: "لم يكن يجب أن يحدث الأمر بهذه الطريقة، لكن تم تمويله من قبل الولايات المتحدة، كل هذا يبدو مجنونًا بعض الشيء، وأعتقد أن هذا الأمر سيحل على المدى الطويل".
وسبق لترامب أن أثار ضجة بتصريحات مماثلة يوم الاثنين الماضي، اعترف فيها بتمويل أمريكا لبناء السد. وقال حينها خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته: "لقد عملنا على ملف مصر مع جار قريب (إثيوبيا)، وهم جيران جيدون وأصدقاء لي، لكنهم بنوا السد وهو ما أدى لوقف تدفق المياه إلى ما يعرف بنهر النيل". وتساءل ترامب: "لا أعرف لماذا لم يحلوا المشكلة قبل بناء السد".
هذا الاعتراف الصريح بالتمويل الأمريكي يُثير تساؤلات حول طبيعة الدور الأمريكي المستقبلي في أزمة سد النهضة. فهل تُشكل هذه التصريحات مؤشرًا على تغيير في السياسة الأمريكية تجاه القضية، أم أنها مجرد محاولة لإعادة ترامب إلى دائرة الضوء السياسية؟
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد ثمن التصريحات الاولى لترامب، مشيرًا إلى أنها "تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته في بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب". وأكد السيسي تقدير مصر "لحرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة".