مكالمة "متوترة" بين بابا الفاتيكان ونتنياهو بعد استهداف الكنيسة

مشاركة
رام الله _ حياة واشنطن 12:01 ص، 20 يوليو 2025

أعرب الفاتيكان عن شكوكه العميقة وتساؤلاته الجدية بشأن ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بأن الهجوم المروع الذي استهدف كنيسة كاثوليكية في قطاع غزة كان "خطأ عسكريًا". 

وفي تصريحات شديدة اللهجة لقناة "راي" التلفزيونية الإيطالية، طالب أمين سر الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، بتوضيح كامل وشامل من إسرائيل حول الحادث الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين، بينهم كاهن الرعية الإيطالي، أمس الأول الخميس.

اقرأ ايضا: هل تضع سوريا وإسرائيل حدًا للتوتر بعد عقود من الصراع؟

وأكد الكاردينال بارولين أن "المرء يمكن أن يشك بحق في أن ما حدث كان خطأ عسكريًا بالفعل"، مشيرًا إلى أن الفاتيكان غير راضٍ عن التصريحات التي أدلى بها الاحتلال حتى الآن.

جاءت هذه التصريحات الحازمة في أعقاب مكالمة هاتفية بين البابا لاوون الرابع عشر ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي كان قد أعرب في وقت سابق عن "أسفه العميق" إزاء الحادث.

وخلال المحادثة الهاتفية، جدد البابا لاوون الرابع عشر دعوته الملحة إلى إحياء المفاوضات والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب التي تعصف بالقطاع. وشدد قداسته على الضرورة القصوى لحماية المواقع الدينية في الأراضي الفلسطينية وفي إسرائيل، مؤكدًا على قدسية هذه الأماكن التي يجب أن تكون بمنأى عن الصراعات.

من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "إدانته الشديدة" للقصف الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة "العائلة المقدسة" بمدينة غزة، والتي تحظى "بحماية تاريخية من فرنسا". وأكد ماكرون، في منشور على منصة "إكس"، تضامن بلاده مع جميع المسيحيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للتهديد، مشددًا على أن "استمرار هذه الحرب أمر غير مبرر. يجب تثبيت وقف إطلاق النار فورًا، وتحرير المدنيين والرهائن من خطر الحرب الدائمة".

وتدعي إسرائيل أنها "لا تستهدف" الكنائس أو المواقع الدينية، حيث صرحت وزارة الخارجية عبر منصة "إكس" بأن "إسرائيل لا تستهدف الكنائس أو المواقع الدينية، وتأسف لأي ضرر لحق بموقع ديني أو للمدنيين غير المتورطين". إلا أن الصور وحجم الدمار والمجازر على الأرض تنفي هذه الذرائع بشكل قاطع. فقد قصفت إسرائيل الغالبية العظمى من المساجد في القطاع، كما استهدفت ثلاث كنائس رئيسية هي: كنيسة القديس برفيريوس، وكنيسة العائلة المقدسة، وكنيسة المعمداني.

في سياق متصل، زار السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي، اليوم السبت، بلدة الطيبة شرق رام الله وسط الضفة الغربية. تأتي هذه الزيارة عقب سلسلة هجمات شنها المستوطنون مؤخرًا على كنيسة الخضر في المنطقة.

 وأوضح رئيس بلدية الطيبة، سليمان إلياس خوري، لـ"العربي الجديد"، أن السفارة الأميركية في القدس هي من رتبت للزيارة بهدف "التضامن مع البلدة بعد هجمات المستوطنين عليها وإحراق محيط كنيسة الخضر التاريخية".

اقرأ ايضا: ترامب ونتنياهو يرسمان ملامح شرق أوسط جديد

وأكد خوري أن السفير والوفد الأميركي استمعوا من رئيس البلدية والكهنة تفاصيل اعتداءات المستوطنين، مشيرًا إلى أن الوفد "ادعى أنه لم يكن على اطلاع على الصور والتوثيقات التي تبين هجمات المستوطنين، وقد قامت البلدية بإطلاعهم عليها، إذ إن كل شيء موثق بالصور". وفي بيان عممته السفارة بعد الزيارة، قال هاكابي: "هناك أمرٌ نتفق عليه بشدة، وهو أن أي تدنيس لمكانٍ مقدس - سواء أكان كنيسةً أم مسجداً أم كنيساً - أمرٌ مرفوض، إن ارتكاب فعل تدنيس المقدسات بتدنيس مكانٍ يُفترض أن يكون مكاناً للعبادة هو عملٌ إرهابي، وجريمة". وأضاف: "يجب أن تكون هناك عواقب، ويجب أن تكون عواقب قاسية، لأنها من آخر معاقل حضارتنا، الأماكن التي نصلي فيها".