"لإنقاذها من ظروف قاسية".. إسرائيل ترحّل "حمير" من غزة إلى أوروبا

مشاركة
غزة غزة
حياة واشنطن-تقرير 12:08 م، 17 يوليو 2025

بذريعة "إنقاذها من ظروف قاسية"، نقل الجيش الإسرائيلي مئات الحمير من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل، ثم إلى ملاجئ حيوانات في فرنسا وبلجيكا.

الواقعة غير المسبوقة والتي تضاف إلى ملف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قيام الجيش بترحيل الحمير من القطاع المدمر جاء من أجل "إنقاذها من ظروف قاسية".

اقرأ ايضا: "من ريفييرا غزة إلى سوبرمان".. ترامب يمرر "رسائل مبطنة" بالذكاء الاصطناعي؟

الخطوة أثارت موجة من الجدل والتساؤالات والانتقادات، واعتبرت من قبل نشطاء وحقوقيين شكلاً جديداً من أشكال الانتهاكات في ظل الحرب، لما لها من رمزية عند الفلسطينيين على اعتبار أنها باتت وسيلة النقل الوحيدة في القطاع المنكوب.

قناة كان العبرية، أعدت تقريرًا أشار بدوره إلى أن جمع الجيش الإسرائيلي مئات الحمير من مناطق متفرقة في قطاع غزة خلال العمليات العسكرية، ونقلها إلى مزرعة تديرها جمعية إسرائيلية تدعى "لنبدأ من جديد" في منطقة "موشاف حرّوت" جنوب تل أبيب.

ووفقًا للتقرير، تدّعي الجمعية أن هذه الحيوانات كانت تعاني من "صدمات نفسية وجسدية" جراء استخدامها في الأعمال الشاقة، من نقل الرمل والركام ومواد البناء إلى نقل الأثاث والجرحى والقتلى خلال الحرب المستعرة في القطاع.

وقالت مديرة الجمعية "شارون كوهين"، إنها لن يسمح بإعادة الحمير إلى غزة حتى "لا يتم استغلالها في إعادة الإعمار"، على حد تعبيرها.

وفي سياق مثير للجدل، أعلنت مديرة الجمعية ترحيل دفعات من الحمير المهربة إلى فرنسا وبلجيكا، بالتعاون مع مؤسسة دولية تدعى "شبكات الحيوانات" وشبكة أوريون كارغو الإسرائيلية.

في المقابل، وصف عدد من الحقوقيين الفلسطينيين ما جرى بأنه "مصادرة غير قانونية لممتلكات مدنية"، بشكل ينتهك القانون الإنساني الدولي الذي يحظر الاستيلاء على الممتلكات في مناطق النزاع.

بينما أظهر تقرير لهيئة البث الإسرائيلية أن عمليات الجمع تمت دون موافقة مالكي الحمير أو وجود وثائق تثبت ملكية الجمعية لها، بينما صورت الهيئة الخطوة على أنها "مهمة إنقاذ إنسانية".

العملية أثارت موجة واسعة من السخرية الممزوجة بالغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء أن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بمصادرة  الأراضي والبيوت وقصف الحجر والشجر والبشر، بل وصل به الأمر إلى سحب حتى وسائل النقل البدائية التي يملكها الفلسطينييون، على حد تعبيرهم.

واستهجن الناشطون على المنصات الاجتماعية مصادرة إسرائيل للحمير على أنها "غنائم حرب"

فيما أشار مغردين إلى حفل التكريم الذي أقامه سكان قطاع غزة في شهر يونيو/حزيران الماضي بسبب دورها الإنساني خلال الحرب، من خلال نقل النازحين والجرحى والشهداء، بعد انهيار وسائل النقل وانعدام الوقود والشلل الكامل الذي أصاب البنية التحتية.

اقرأ ايضا: "من الحرب إلى البتر".. "مرح خضر" شابة فلسطينية فقدت قدمها ولم تفقد عزيمتها

وتحولت الحمير إلى "رمز من رموز صمود السكان" وملأت فراغاً خلقته سنوات من الحصار والدمار وأصبحت جزءاً يومياً من حياة الفلسطينيين، وأداة "من أدوات البقاء".