توقف مفاجئ للمراقبة الأمريكية يهدد اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية

مشاركة
واشنطن - حياة واشنطن 09:27 ص، 16 يوليو 2025

كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن توقف مقلق وغير مسبوق لرحلات المراقبة الجوية الأمريكية فوق شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى تعليق زيارات مفتشي القوة متعددة الجنسيات والمراقبين (MFO) للحدود المصرية، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع وصفه للقرار الأمريكي بأنه "انتهاك خطير" لبنود اتفاقية السلام. 

وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن أوقفت مهام المراقبة الجوية وعمليات التفتيش على الحدود والأنفاق في سيناء، على الرغم من الطلبات الإسرائيلية المتكررة لإدارتي بايدن وترامب لاستئنافها.

ويزداد التوتر مع اتهامات إسرائيلية صريحة لمصر برفض طلبات مفتشي (MFO) بمعاينة أنفاق يُشتبه في استخدامها لتخزين أسلحة مهربة إلى غزة. ليس هذا فحسب، بل اتهمت الصحيفة القاهرة أيضًا بنشر قوات عسكرية إضافية في رفح دون التنسيق الكامل المسبق مع إسرائيل، وهو ما يُعد، بحسب الجانب الإسرائيلي، خرقًا للملحق الأمني الحساس للاتفاقية.

ويُظهر التقرير حجم القلق الإسرائيلي، حيث ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه القضية بشكل مباشر مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال زيارته الأخيرة، كما مارس السفير الإسرائيلي في واشنطن ضغوطًا علنية عبر تصريحاته. 

ورغم مطالبة إدارة ترامب الجديدة لمصر باستئناف التفتيش، إلا أن الرحلات وعمليات التفتيش لم تُستأنف حتى الآن، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول الموقف الأمريكي.

تأسست القوة متعددة الجنسيات والمراقبون (MFO) بموجب معاهدة كامب ديفيد، بهدف رئيسي هو مراقبة التزام الطرفين بالملحق الأمني الذي يحدد طبيعة وعدد القوات العسكرية المصرية في سيناء. تشمل مهامها دوريات برية وجوية حيوية لضمان الشفافية والأمن.

غير أن الأنشطة الرقابية لهذه القوة توقفت بشكل مفاجئ مع اندلاع الحرب في غزة. وقد بررت واشنطن هذا التوقف بالتركيز على جهود المساعدات الإنسانية، وهو تبرير يراه البعض غير كافٍ لتجاهل بند حيوي في اتفاقية سلام بهذا الحجم.

وتزداد المخاوف الإسرائيلية من تدفق الأسلحة إلى غزة عبر أنفاق سيناء في ظل غياب الرقابة. وقد نقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي قوله: "ما يحدث في أنفاق سيناء مقلق للغاية ويُشكل انتهاكًا لاتفاقية السلام". وذهب آخرون إلى اتهام مصر بـ"فرض الأمر الواقع" من خلال إدخال قوات ثم إخطار إسرائيل لاحقًا، مما يقوض مبدأ التنسيق المتبادل.

على الجانب الآخر، لم تعلق (MFO) بشكل رسمي على هذه الاتهامات المتداولة.