استطلاع: الإسرائيليون يتمسكون بغزة ويرفضون الدولة الفلسطينية

مشاركة
رام الله _ حياة واشنطن 06:56 ص، 16 يوليو 2025

كشف استطلاع رأي حديث أجراه مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية الإسرائيلي، ونشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن تحولات جذرية في المزاج العام الإسرائيلي تجاه مستقبل قطاع غزة والقضية الفلسطينية. 

وتشير النتائج إلى تأييد واسع لسيطرة إسرائيلية عسكرية على غزة بعد الحرب، ورفض قاطع لقيام دولة فلسطينية، حتى في مقابل اتفاقيات التطبيع الإقليمية.

ويظهر الاستطلاع أن غالبية الجمهور الإسرائيلي، بنسبة 52%، تؤيد خيار سيطرة إسرائيل الكاملة على قطاع غزة وفرض حكومة عسكرية مؤقتة فور انتهاء العمليات العسكرية، شريطة إطلاق سراح جميع الرهائن. 

ويعكس هذا التوجه رغبة واضحة في تغيير جذري للوضع في القطاع، مع رفض شبه مطلق لبقاء حركة حماس في السلطة، حيث يؤيد 4% فقط من المشاركين استمرار حكمها.

ويؤكد الاستطلاع الرفض الإسرائيلي الواسع لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، حيث تعارضها أغلبية ساحقة بلغت 64%. هذا الرفض يتعمق بشكل خاص بين اليهود (77%) واليمينيين (88%). في المقابل، يؤيد 8% فقط قيام دولة فلسطينية دون شروط، بينما يفضل 17% إقامتها بشرط اعترافها بإسرائيل كدولة يهودية ومنزوعة السلاح.

اللافت أن هذا الرفض لا يتأثر حتى بفرص التطبيع الإقليمي، فـ 58% من الإسرائيليين يعارضون قيام دولة فلسطينية حتى لو كان ذلك مقابل تحقيق التطبيع مع المملكة العربية السعودية. بينما يؤيد 24% هذا السيناريو بشروط، ويتمسك 8% فقط بالتأييد غير المشروط.

تتعزز هذه التوجهات برفض واضح لمشاركة السلطة الفلسطينية في أي تسوية مستقبلية لغزة، حيث يعارض 53% من الإسرائيليين هذا الخيار، مقابل 26% فقط يؤيدونه. وترتفع نسبة المعارضة بين اليهود لتصل إلى 59%.

في سياق متصل، تحظى "خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطاع غزة" بتأييد شعبي واسع في إسرائيل، حيث أيدها 69% من المشاركين، ووصل التأييد بين اليهود إلى 82%. 

على النقيض، شهدت نسبة المعارضة بين المشاركين العرب ارتفاعًا ملحوظًا من 50% في مايو إلى 56% في يوليو 2025، مما يعكس تباينًا حادًا في المواقف. في المقابل، أيّد 34% من الجمهور العربي قيام دولة فلسطينية دون شروط، و26% بشروط معينة.

وتعكس المخاوف الأمنية المزاج العام بوضوح، فمع فرضية انتهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن، تُصرّح أغلبية واضحة من الإسرائيليين (56%) بأنهم لن يعودوا للعيش في باري (المناطق المحاذية لغزة) إذا استمرت حماس في حكم القطاع. هذه النسبة ترتفع بين اليمين (65%)، بينما تنخفض نسبيًا بين اليسار (26%).

ويظهر الاستطلاع إجماعًا على ضرورة اتخاذ إجراءات ضد إيران في حال سعيها لاستعادة قدراتها النووية أو الباليستية، حيث يؤيد 76% من الإسرائيليين مثل هذه الإجراءات، سواء بالتنسيق مع الولايات المتحدة (37%) أو بشكل أحادي الجانب (39%).

وفيما يتعلق بسوريا، تؤيد أغلبية واضحة (72%) توقيع اتفاقية تطبيع فقط إذا ضمنت حفاظ إسرائيل على حرية عملها الأمني (42%) أو تخلت سوريا عن مطلبها باستعادة مرتفعات الجولان (23%)، مما يؤكد أولوية الأمن القومي في أي اتفاق دبلوماسي.

ولا تزال غالبية الجمهور الإسرائيلي (66%) تخشى وقوع حدث مشابه لـ 7 أكتوبر، ولكن هذه المرة من عرب يهودا والسامرة (الضفة الغربية). هذا الخوف يتصاعد بين اليهود (77%) واليمينيين (80%)، بينما ينخفض بشكل ملحوظ بين العرب (22%)، مما يسلط الضوء على تداعيات عميقة لهجمات السابع من أكتوبر على النسيج المجتمعي الإسرائيلي وتصوراته الأمنية.