كشفت مصادر مطلعة على سير المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة عن تفاصيل "خريطة انتشار" مثيرة للجدل قدمتها إسرائيل، تثير مخاوف جدية من أن تكون ستارًا لعملية تهجير قسري واسعة النطاق لمواطني قطاع غزة، وخصوصًا سكان المناطق الشمالية والوسطى.
هذه الخريطة، التي عرضت خلال مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار المقترح لمدة 60 يومًا، لا تظهر أي تقدم حقيقي في المفاوضات التي وُصفت بالـ "جمود".
اقرأ ايضا: إسرائيل تُلوّح بمناورة عسكرية في قلب غزة إذا فشلت مفاوضات الهدنة
وتكشف التسريبات- بحسب وسائل إعلام إسرائيلية- عن أن الخريطة التي عرضها الوفد الإسرائيلي تبقي مدينة رفح بالكامل تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير المصادر إلى أن هذه الخريطة قد تكون "تمهيدًا لتطبيق خطة التهجير". فالخطة، بحسب المصادر، تحول رفح إلى "منطقة تركيز للنازحين" بهدف دفعهم نحو الحدود المصرية أو عبر البحر، من خلال "قضم" مسافة عميقة تصل في بعض المناطق إلى 3 كيلومترات على طول حدود قطاع غزة.
ولا تتوقف الخريطة عند رفح. فهي تلتهم أجزاء واسعة من مناطق حيوية أخرى في القطاع، بما في ذلك: أجزاء واسعة من مدينة بيت لاهيا. قرية أم النصر. معظم بيت حانون. كل خزاعة. تقترب من شارع السكة في مناطق التفاح والشجاعية والزيتون. تصل إلى قرب شارع صلاح الدين في دير البلح والقرارة.
ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن الخريطة الإسرائيلية تُعد بمثابة "قضم لـ 40% من مساحة قطاع غزة". والهدف الأبرز لهذا المخطط هو منع عودة نحو 700 ألف فلسطيني إلى منازلهم، ودفعهم بدلًا من ذلك إلى "مراكز تجميع النازحين المكتظة" في رفح، أقصى جنوب القطاع.
وتثير هذه الخريطة أيضًا مخاوف عميقة بشأن مصير المعابر الحدودية لغزة. فالمخطط لا يظهر أي نية لإعادة وصول المدنيين إلى هذه المعابر، مما يعني عزل الفلسطينيين عن العالم الخارجي برًا وإبقاء جميع المعابر تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وعلى صعيد متصل، نقلت القناة "13" الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات في الدوحة تأكيدها على عدم إحراز أي تقدم في اليوم الأخير من المباحثات.
اقرأ ايضا: هل يكسر الضغط الأمريكي جمود مفاوضات "هدنة غزة"؟
وأشارت المصادر نفسها إلى أنه لم يتم التوصل إلى حل بخصوص خريطة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي، "رغم المرونة الإسرائيلية" المزعومة.في المقابل، تصر حركة حماس على مطالبها بـ "الانسحاب إلى الخطوط التي تواجدنا بها في شهر مارس".