"مدبولي وآبي أحمد".. صورة "البريكس" تغضب المصريين في ظل أزمة سد النهضة

مشاركة
مدبولي وآبي أحمد مدبولي وآبي أحمد
حياة واشنطن-تقرير 10:39 ص، 10 يوليو 2025

موجة من الغضب والرفض الشعبي العارم اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الماضية، وذلك بعد تداول صورة حديثة تُظهر رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وهو يمسك يد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد مبتسمًا، على هامش اجتماعات قمة "البريكس" المنعقدة مؤخرًا.

وتم التقاط الصورة خلال وقوف زعماء الدول الأعضاء في جلسة التصوير الجماعي الرسمية، لكن غضب المصريين جاء نظرًا لتلك المرحة بالغة الحساسية التي تمر بها العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، في ظل استمرار أزمة سد النهضة وتعثر المفاوضات بشأنه والإعلان عن اكتمال بنائه رغمًا عن الإرادة المصرية.

وعلى الرغم من أن المناسبة رسمية والبروتوكول الدبلوماسي يفرض نوعًا من التحية أو التفاعل بين القادة، إلا أن لغة الجسد الظاهرة في الصورة وخاصة الابتسامة والتشابك بالأيدي أثارت مشاعر الغضب في الشارع المصري، الذي يرى في آبي أحمد رمزًا للتعنت الإثيوبي والإضرار بحقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل.

(انتقادات لاذعة)

الصورة انتشرت بشكل واسع، ومع تداولها، انطلقت موجة من الانتقادات على مواقع التواصل، حيث عبر آلاف النشطاء والمواطنين عن رفضهم الشديد لما وصفوه بـ"المشهد غير المقبول".

واعتبر كثيرون أن ظهور رئيس الحكومة المصرية بهذه الطريقة بجوار آبي أحمد يمثل تطبيعًا مرفوضًا شعبيًا مع من يعاند ويهدد الأمن المائي المصري.

ورأى المستخدمون أن هذه الصورة "تخدش مشاعر المصريين"، خاصة في ظل ما يعتبرونه "تعنتًا إثيوبيًا متعمدًا" في ملف التفاوض بشأن تشغيل وملء السد، إضافة إلى المخاوف المتصاعدة من تأثيراته البيئية والزراعية والاقتصادية على مصر.

حالة الاستنكار لم تقتصر فقط على المواطنين، بل امتدت أيضًا إلى عدد من الإعلاميين والمحللين السياسيين الذين عبّروا عن دهشتهم من المشهد، معتبرين أن اللحظة كانت تقتضي "جمودًا دبلوماسيًا محسوبًا"، وليس ما بدا وكأنه "ابتسامة ود وصداقة"، خاصة وأن آبي أحمد لم يُظهر أي مرونة في التفاوض منذ بدء الأزمة.

البعض طالب بتفسير رسمي من الحكومة حول سياق الصورة، مؤكدين أن مثل هذه المشاهد تُستخدم سياسيًا وإعلاميًا من قبل الجانب الإثيوبي لإظهار وجود حالة من الرضا المصري، وهو ما لا يعكس الواقع الحقيقي للموقف الرسمي أو الشعبي.

(أول رد من مدبولي)

رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أوضح حقيقة الجدل المثار حول صورته مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على هامش اجتماعات مجموعة البريكس. 

وقال مدبولي إن الصورة المتداولة كانت جزءًا من صورة جماعية بروتوكولية لقادة وحكومات دول البريكس، حيث يتم تشبيك الأيدي طبقا للترتيب البروتوكولي، وفقا لما نشرته وسائل إعلام مصرية. 

وأشار إلى أن مصر كانت بجوار إثيوبيا وإيران في الترتيب، موضحا أن الصورة تم اجتزاؤها للتركيز على اللقطة الثنائية بينه وبين رئيس الوزراء الإثيوبي، الأمر الذي أثار الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.