يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية، أوضاعًا غاية في الصعوبة خاصة مخيمات اللاجئين، في ظل استراتيجية "الهدم الممنهجة" التي تتبعها إسرائيل.
يأتي ذلك وسط مساعي إسرائيلية لضم الضفة الغربية، وفقًا لوزير العدل الإسرائيلي، ياريف ليفين، الذي قال إن "الوقت قد حان" لضم الضفة الغربية.
اقرأ ايضا: بعد 30 عاماً من الصراع.. فصل جديد بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
وأضاف الوزير الإسرائيلي - خلال اجتماع مع زعيم المستوطنين يوسي داجان - : "أعتقد أن هذه الفترة، بعيداً عن القضايا الحالية، هي وقت الفرصة التاريخية التي يجب ألا نضيعها".
ووسط تهديدات آلة الحرب الإسرائيلية، يسارع الفلسطينيون إلى إخراج بعض من أثاث منازلهم في مخيمي طولكرم، ونور شمس في طولكرم شمالي الضفة الغربية، بعد تهديد الجيش الإسرائيلي بهدمها.
في المقابل، تسعى السلطات الإسرائيلية لتغليف قرارات الهدم بالحجج الأمنية، ولكن حقيقة تفريغ المخيمين من السكان منذ مطلع العام الجاري، تضع علامات استفهام على الأهداف الإسرائيلية.
ويرى كثيرون أن هناك عملية استهداف ممنهجة لمخيمات اللاجئين، خاصة بعد التضييق على المخيمات في شمالي الضفة الغربية، بما فيها مخيم جنين في جنين والقارعة في سلفيت.
فيما يشبه الكثيرون عمليات الهدم الجارية في المخيمات بالضفة الغربية، بما يجري من عمليات هدم في قطاع غزة.
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة علق على الأمر بالقول: "في مخيمي طولكرم ونور شمس، هُدم أكثر من 100 مبنى سكني بالفعل".
وفي تقرير له، أضاف المكتب: "في مخيم طولكرم، هُدم ما يقرب من 85 منشأة بين 6 و18 يونيو/حزيران الماضي، أما في مخيم نور شمس، فقد بوشرت عمليات الهدم في وقت أبكر، في 5 مايو/أيار، وما زالت مستمرةَ".
وتابع: "وفي الفترة الواقعة بين يومي 20 و22 يونيو/حزيران وحدها، هدم ما لا يقل عن 22 مبنى تضم 56 وحدة سكنية".
ومضى قائلا: "ولا تزال جميع المخيمات مغلقة أمام سكانها وفي وجه الجهات الفاعلة الإنسانية، وتطلق القوات الإسرائيلية النار على السكان الذين يحاولون العودة إلى منازلهم".
وأشار إلى أنه "في سياق هذه العمليات، استولت القوات الإسرائيلية، على نحو متزايد، على مبانٍ يملكها الفلسطينيون من أجل استخدامها كنقاط عسكرية ومراكز استجواب مؤقتة".
التقرير قال أيضًا: "اقتحمت القوات الإسرائيلية المنازل دون أن تصدر إنذارًا مسبقًا لسكانها، ولم تسمح لهم في بعض الحالات بأخذ مقتنياتهم الشخصية منها قبل إجبارهم على مغادرتها".
وأضاف: "بين 13 و23 يونيو/حزيران الماضي، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ما لا يقل عن 32 حادثة استولى فيها الجنود الإسرائيليون على نحو 243 منزلًا فلسطينيًا (وحدة سكنية مأهولة أو غير مأهولة)، فضلًا عن سطح مدرسة لفترات تراوحت بين عدة ساعات وعدة أيام"، ومن بينها "30 منزلًا في محافظة طولكرم مما أفضى إلى تهجير 193 شخصًا، و148 منزلًا في محافظة جنين مما أسفر عن تهجير 785 شخصًا"، وفق التقرير ذاته
من جانبه، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل إن السلطات الإسرائيلية أخطرت، أول أمس الإثنين، بهدم 104 منازل وبنايات في مخيم طولكرم.
وأرفق الجيش الإسرائيلي في الإخطار، مخططات تُظهر باللون الأحمر المنازل المستهدفة في المخيم، وأمهل مدة 72 ساعة للاعتراض، مع السماح لأصحابها بالإخلاء.
وطالب كميل - في بيان - "المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية، والمنظمات الدولية، بالتدخل العاجل لمنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخطط هدم (104) بنايات جديدة في مخيم طولكرم".
وزاد: "تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم طولكرم لليوم الـ155 على التوالي، ولليوم الـ142 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ممنهج لعمليات التدمير والتخريب، ونزوح المواطنين قسراً، ما أسفر عن معاناة شديدة في مناحي الحياة كافة".
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أجبرت منذ مطلع العام الجاري أكثر من 40 ألف فلسطيني على إخلاء منازلهم في مخيمات جنين وطولكرم، وفق معطيات الأمم المتحدة.
اقرأ ايضا: اتصالات بين طهران وواشنطن.. عودة للتفاوض أم استمرار للتصعيد؟
ويقيم الفلسطينيون في بلدات قريبة بانتظار العودة إلى منازلهم إذا لم يطالها الهدم.