"مليار دولار" لإحباط طموح زهران ممداني في منصب عمدة نيويورك

مشاركة
واشنطن - حياة واشنطن 05:54 ص، 12 يوليو 2025

في خطوة وُصفت بأنها "معركة أخيرة" لعرقلة صعود اليسار في نيويورك، يسارع عدد من كبار رجال المال والأعمال في المدينة إلى بناء شبكة واسعة من الجماعات الخارجية لشن حملة ممنهجة ضد المرشح الديمقراطي الفائز مؤخرًا بترشيح الحزب لمنصب رئاسة محافظة نيويورك، زهران ممداني.

وأثار فوز ممداني، النائب الشاب (33 عامًا) عن كوينز، بترشيح الحزب الديمقراطي، متفوقًا على الحاكم السابق المخضرم أندرو كومو، موجة من الصدمة والقلق العميق بين النخب السياسية والمالية، التي تخشى وصول "اشتراكي" إلى منصب عمدة إحدى أهم المدن الاقتصادية في العالم.

وأطلقت مجموعة مستقلة حديثة التأسيس تحمل اسم "نيويوركيون من أجل مستقبل أفضل عمدة لـ25" حملة مناهضة لممداني. 

ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن شخص مشارك في التنظيم، تسعى المجموعة لجمع نحو 20 مليون دولار لتمويل هذه الحملة. 

وقد سُجلت المجموعة رسميًا لدى مجلس الانتخابات في ولاية نيويورك يوم الثلاثاء الماضي.

ولم يخفِ جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لعملاق المصرفية "جي بي مورجان تشيس"، مخاوفه، مصرحًا الخميس بأن ممداني "أقرب إلى الماركسية منه إلى الاشتراكية"، واصفًا شعارات حملته بأنها "مجرد عبارات أيديولوجية فارغة لا علاقة لها بالواقع العملي".

ويسعى ممداني جاهدًا لفتح قنوات تواصل مع قادة الأعمال. ويخطط للقاء العشرات من المديرين التنفيذيين في حدث تنظمه "شراكة من أجل مدينة نيويورك"، وهي منظمة مؤثرة مؤيدة لقطاع الأعمال تضم في عضويتها شركات عملاقة مثل "جي بي مورجان"، و"سيتي جروب"، و"مورجان ستانلي".

في المقابل، تتسابق قوى مالية كبرى في الكواليس لتمويل جهود تهدف إلى منع ممداني من الوصول إلى منصب العمدة، الذي يُعد شبه محسوم للمرشح الديمقراطي عادةً. وقد أعلن الملياردير بيل أكمان، المعروف بدعمه السابق لأندرو كومو والرئيس السابق دونالد ترامب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن دعمه للعمدة الحالي إريك آدامز في الانتخابات العامة، ساعيًا لتوحيد صفوف المعارضين لممداني.

على الرغم من حجم التمويل المتوقع، تشير "وول ستريت جورنال" نقلًا عن استراتيجيين سياسيين وممولين مشاركين في الحملة، إلى أن الأسابيع الأولى من الحملة الانتخابية العامة اتسمت بـ "الفوضى". تفتقر الجبهة المناهضة لممداني حتى الآن إلى مرشح موحد، ورسالة سياسية إيجابية واضحة، وحتى قاعدة تصويتية كافية.

كما يخشى البعض من أن تؤدي الأموال الطائلة القادمة من مجموعات المصالح الخاصة إلى نتائج عكسية، وتزيد من شكوك الناخبين تجاه هذه الحملات.

وفي رسالة بعث بها إلى مؤيديه بعد الانتخابات التمهيدية، توقع المرشح السابق ومدير صناديق التحوط ويتني تيلسون، إنفاق أكثر من 100 مليون دولار من قبل المجموعات المستقلة لمعارضة ممداني، واصفًا إياه بـ "الخطير وغير المؤهل"، ومعترفًا في الوقت ذاته بصعوبة هزيمته. هذه المخاوف دفعت العديد من الممولين، وفقًا لداعمين واستراتيجيين، إلى التردد في تبديد أموالهم على حملة تبدو "بلا أفق" في ظل هذا الارتباك.

وأصبح المشهد الانتخابي أكثر ازدحامًا، حيث عاد الحاكم السابق أندرو كومو للمنافسة، إلى جانب المرشح الجمهوري كورتيس سيلوا، والعمدة الحالي إريك آدامز، والمدعي العام السابق جيم والدن كمرشحين مستقلين.

وتجري منذ أسابيع محاولات حثيثة لتوحيد كبار الممولين المناهضين لممداني تحت مظلة واحدة، بهدف تنسيق الجهود وتوجيه التمويل بشكل فعال. لكن استمرار كل من آدامز وكومو في الترشح حتى الآن، وعدم انسحاب أحدهما لصالح الآخر، يعرقل تشكيل جبهة موحدة قوية ضد ممداني، مما يزيد من تعقيد المشهد الانتخابي.

وتُظهر استطلاعات الرأي تقدم كومو على آدامز منذ الانتخابات التمهيدية، إلا أن بعض المتبرعين الأثرياء لا يزالون يعتبرون آدامز، بصفته العمدة الحالي، الخيار الأفضل لمواجهة ممداني.