نشر أكثر من ألف من أفراد سلاح الجو بجيش الاحتلال الإسرائيلي رسالة علنية تدعو لإعادة الأسرى المحتجزين لدى "حماس" حتى وإن كان الثمن وقف الحرب.
الرسالة أثارت ضجة كبيرة في المستويات العليا للقوات الجوية الإسرائيلية، وأثارت غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
اقرأ ايضا: "سنهاجم بقوة شديدة".. جيش الاحتلال يهدد الفلسطينيين في دير البلح
وفي رسالتهم التي وقعها بعض العسكريين بأسمائهم الكاملة وآخرون بالأحرف الأولى، كتب العسكريون: "نحن، مقاتلو الطاقم الجوي في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بعودة المختطفين إلى ديارهم دون تأخير، حتى على حساب الوقف الفوري للأعمال العدائية"، في إشارة صريحة إلى وقف الحرب.
وقال الموقعون في الرسالة: "في هذه المرحلة، تخدم الحرب بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية"، مؤكدين أن استمرار الحرب لا يحقق أيًا من أهدافها المعلنة، بل "سيؤدي إلى مقتل أسرى، وجنود، ومدنيين أبرياء، كما سيساهم في إنهاك قوات الاحتياط".
وشددت الرسالة على أن التجارب السابقة أثبتت أن "الاتفاقات فقط هي التي تعيد المخطوفين بسلام، بينما يؤدي الضغط العسكري غالبًا إلى مقتلهم وتعريض حياة الجنود للخطر".
ودعا الموقعون، الجمهور الإسرائيلي إلى التحرك والمطالبة الفورية بوقف القتال، والعمل من أجل إعادة جميع المخطوفين، محذرين من أن "كل يوم يمر يعرض حياتهم للخطر".
جدير بالذكر أنه قد وقع على الرسالة عدد من كبار القادة السابقين في الجيش وسلاح الجو، من بينهم القائد الأسبق لأركان الجيش الفريق (احتياط) دان حلوتس، والقائد الأسبق لسلاح الجو اللواء (احتياط) نمرود شيفر، والرئيس الأسبق لسلطة الطيران المدني العقيد (متقاعد) نيري يركوني.
وتضمنت قائمة الموقعين أيضًا الرئيس السابق لقسم الموارد البشرية في الجيش اللواء (متقاعد) غيل ريغيف، والعميدين (متقاعدين) في سلاح الجو ريليك شافير وأمير هاسكل، والعميد (متقاعد) عساف أغمون.
وعقب نشر الرسالة، هدد قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، بأن "أي جندي لن يسحب توقيعه على الرسالة سيتم فصله نهائيًا من الخدمة العسكرية"، معتبرا أن التوقيع يمثل خرقًا للثقة الشخصية بين الجنود وبينه وبسلاح الجو ككل.
وقرر كل من رئيس أركان الجيش، إيال زامير، وقائد سلاح الجو، تومر بار، تسريح جنود الاحتياط الذين لا يزالون في الخدمة الفعلية، ممن شاركوا في التوقيع على الرسالة.
من جانبه، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منصة "إكس": "أؤيد تمامًا قرار وزير الدفاع ورئيس الأركان بإقالة موقعي الرسالة. فالرفض للخدمة هو رفض للخدمة حتى عندما يُقال بلغة مهذبة أو ضمنية".
وشدد نتنياهو على أن "التصريحات التي تضعف جيش الدفاع الإسرائيلي وتقوي أعداءنا في زمن الحرب هي أمر غير مقبول"، واصفًا الموقعين بأنهم "مجموعة هامشية متطرفة تحاول مرة أخرى تفكيك المجتمع الإسرائيلي من الداخل".
وأضاف: "لقد حاولوا فعل ذلك قبل السابع من أكتوبر، وقد فُسّرت دعواتهم للرفض من قبل حماس على أنها علامة ضعف"، معتبرا أن "هذه المجموعة الصاخبة الهامشية تسعى لهدف واحد هو إسقاط الحكومة. إنها لا تمثل لا المقاتلين ولا الجمهور. جيش الدفاع الإسرائيلي يقاتل ونحن جميعا خلفه".
فيما انتقد وزير الدفاع إسرائيل كاتس، الرسالة وقال في بيان: "أرفض بشدة رسالة جنود الاحتياط في سلاح الجو، ومحاولة تقويض شرعية الحرب العادلة التي يقودها جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة من أجل إعادة الرهائن وهزيمة منظمة حماس الإرهابية القاتلة".
اقرأ ايضا: قادة مصر وفرنسا والأردن يشددون على وقف حرب غزة ويجرون اتصالاً مع ترامب
وأضاف: "أثق في حكم رئيس الأركان وقائد سلاح الجو، وأنا على يقين من أنهما سيتعاملان مع هذه الظاهرة غير المقبولة بالطريقة الأنسب".