دراسة: راقب حاسة الشم لأنها تكشف موعد وفاتك

مشاركة
وكالات - حياة واشنطن 12:44 م، 12 ابريل 2025

توصل باحثون سويديون إلى اختبار بسيط لحاسة الشم قد يكشف احتمال الوفاة قبل 6 سنوات من وقوعها.

وذكرت دراسة أجراها علماء من معهد كارولينسكا المرموق في ستوكهولم، أن ضعف حاسة الشم لدى المسنين قد يكون جرس إنذار صامتا يحذر من مخاطر صحية خفية، أبرزها الخرف والهشاشة ( حالة صحية مرتبطة بالتقدم في العمر، تضعف قدرة الجسم على التعافي من الإجهاد أو الأمراض بسبب تراجع الوظائف الجسدية والفسيولوجية  بشكل متراكم).

وخضع 2524 مشاركا في الدراسة تتراوح أعمارهم بين 60 و99 عاما، لاختبار شم دقيق باستخدام 16 قلم شم (Sniffin’ Sticks) مختلفة، وهي أداة تشبه أقلام التحديد (ماركر) لكنها تحتوي على روائح مختلفة بدلا من الحبر.

وطلب من المشاركين شم كل رائحة لمدة خمس ثوان، ثم التعرف عليها سواء بالتسمية المباشرة أو من خلال اختيار الإجابة الصحيحة من بين أربع خيارات.

وكانت النتائج التي توصلت إليها الدراسة بعد ست سنوات من المتابعة صادمة، حيث أن 18% من المشاركين توفوا، بينما أصيب 9% بالخرف. وعند تمديد فترة المتابعة إلى 12 سنة، ارتفعت النسبة إلى 39% للوفيات و15% للإصابة بالخرف.

ولكن الأكثر إثارة كان اكتشاف أن كل إجابة خاطئة في اختبار الشم زادت خطر الوفاة بنسبة 6% خلال السنوات الست الأولى، وبنسبة 5% عند حساب الخطر على مدى 12 سنة.

ووجدت الدراسة، أن الأشخاص الذين سجلوا أدنى النقاط في اختبار الشم (ست نقاط أو أقل) واجهوا خطر وفاة أعلى بنسبة 68% مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بحاسة شم طبيعية. كما اتضح أن الخرف كان العامل الأكثر تأثيرا في الوفيات المبكرة خلال السنوات الست الأولى، يليه مباشرة أمراض الجهاز التنفسي، بينما برزت الهشاشة (الضعف العام) كعامل الخطر الرئيسي بعد 12 سنة.

وأكد العلماء أن ضعف حاسة الشم ليس سببا مباشرا للوفاة، بل يعمل كمؤشر حيوي دقيق على تدهور الصحة العامة. فمن خلال تحليلهم، وجدوا أن الخرف يفسر 23% من العلاقة بين ضعف الشم وارتفاع معدل الوفيات خلال السنوات الست الأولى، بينما كانت الهشاشة مسؤولة عن 11% من هذه العلاقة في الفترة نفسها، لتصبح العامل الوحيد المهم بعد 12 سنة بنسبة 8%.

ومن هنا اقترح العلماء أن اختبارات الشم البسيطة قد تصبح أداة فحص روتينية تساعد في الكشف المبكر عن المخاطر الصحية. كما تؤكد الدراسة على أهمية مراقبة التغيرات في الحواس كعلامات إنذار مبكر، ما قد يمكن الأطباء من التدخل في الوقت المناسب لتحسين نوعية الحياة وإطالة عمر المرضى.