بين تمدد تركيا ومخاوف إسرائيل.. نزاع النفوذ والمصالح يتفاقم في سوريا

مشاركة
أردوغان ونتنياهو أردوغان ونتنياهو
حياة واشنطن-تقرير 12:35 م، 09 ابريل 2025

بعد سنوات من تحول سوريا إلى ساحة مفتوحة لإيران و"حزب الله" اللبناني، دخلت سوريا مرحلة جديدة تكتسب ملامح مغايرة.

التحولات الجيوسياسية التي تدخلها سوريا، في هذه المرحلة، لا تعكس فقط التغيرات على الأرض، بل تكشف عن مشهد إقليمي شديد التعقيد، تحكمه توازنات دقيقة بين أطراف متعددة تتنازع على النفوذ والمصالح.

وبشكل لافت بات النفوذ التركي يتمدد، وسط ما يصفه مراقبون بـ"إعادة توزيع للنفوذ" على أرضٍ لم تخرج بعد من رماد الحرب.

في المقابل، تظهر إسرائيل لاعباً قلقاً ومتحفزاً، تترجم مخاوفها إلى ضربات جوية وتحركات ميدانية "دفاعية"، كما تدعي.

في حين يثير الطموح التركي تساؤلات جدية عن أهداف أنقرة الحقيقية، فبين التصريحات الرسمية والواقع الميداني، يبقى المشهد معقدًا وأقرب إلى "رقعة شطرنج إقليمية" تتغير قواعدها في كل لحظة.

من جانبه، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في تصريح لافت، مما وصفه بـ"محاولات تركية للسيطرة على دمشق".

وأشار إلى أن إسرائيل لم تكن فاعلة في البداية، لكنها تحركت مؤخرًا لمنع تكرار سيناريوهات شبيهة بالسابع من أكتوبر.

الرد الإسرائيلي على التحرك التركي لم يقتصر على التحذيرات الدبلوماسية، بل تُرجم إلى ضربات جوية متكررة، استهدفت مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية سورية، إضافة إلى توغلات برية قالت تل أبيب إنها تأتي "لضمان أمن الحدود".

ويتساءل مراقبون: "600 كيلومتر مربع من الأراضي السورية تم اقتطاعها.. أين هي حدود أمن إسرائيل التي تتحدث عنها؟".

في عمق هذا الصراع، تبرز أهمية الموقع الجيوسياسي لسوريا، باعتبارها نقطة تقاطع حيوية بين الشرق الأوسط وإفريقيا.

ويرى مراقبون أن هناك حديثًا إسرائيلي-أمريكي عن ضرورة بقاء القواعد الروسية، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول حقيقة الأجندات المتصارعة".

بالرغم من تحفظه على تعبير "تقسيم النفوذ"، لا ينكر المراقبون أن ما يجري على الأرض يفضي إلى نتيجة واحدة: "تعدد السلطات والولاءات".

تحركات أنقرة في سوريا ليست حديثة العهد، لكنها تأخذ منحى تصاعديًا في ظل الانشغال العالمي بأزمات أخرى.

اقرأ ايضا: لماذا تصعد إسرائيل ضد سوريا؟.. "رسائل مخيفة" إلى تركيا خلف العدوان

إذ يوضح المراقبون أنه "إذا لم يتم رفع العقوبات، وتوفير بيئة استثمار آمنة، فلن يأتي أحد ليساهم في إعمار سوريا، وستبقى ساحة لتصفية الحسابات، لا لبناء المستقبل".