في خطوة نادرة وغير متوقعة، أدلى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس بتصريحات مؤثرة حول الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، واصفًا الأحداث الجارية بأنها "مفجعة".
ودعا فانس- خلال لقاء مع بودكاست الكوميدي الأمريكي ثيو فون- صراحة إلى إنهاء القتال وإيصال المساعدات العاجلة للمدنيين الفلسطينيين، مؤكداً على البعد الإنساني للأزمة.
اقرأ ايضا: هل تمول واشنطن "مؤسسة غزة الإنسانية" رغم سجلها المثير للجـدل؟
وكشف فانس عن تأثره العميق بالصور ومقاطع الفيديو القادمة من غزة، قائلاً: "أنا إنسان لذا أشاهد هذه الأشياء التي تحصل بغزة، أشاهد الفيديوهات والصور وهذا يفجعني." وشدد على أن "أناسًا أبرياء.. فلسطينيون أبرياء، ورهائن إسرائيليون أبرياء أيضاً.. عالقون في أتون العنف المروع الذي يحدث الآن." وأضاف: "نسعى جاهدين لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة والدعم لهؤلاء الناس بقدر ما تسمح به الإنسانية."
لم يغفل فانس الإشارة إلى جذور الصراع، مذكراً بهجوم 7 أكتوبر الذي وصفه بـ "الهجوم الإرهابي المروع" على إسرائيل، والذي أودى بحياة العديد من المدنيين الإسرائيليين الأبرياء. ولكنه أكد في الوقت ذاته على ضرورة التوصل إلى حل سلمي يضمن أمن إسرائيل من هجمات حماس المستقبلية، وفي الوقت نفسه يقدم "المساعدات والدعم للفلسطينيين الأبرياء لأنهم من نواح عديدة عالقون في خضم كل هذا."
وعبّر فانس عن استيائه من النقاشات التي تقوّض الإنسانية المشتركة، مشيراً إلى تجاهل بعض الأطراف لضحايا الجانب الآخر. وقال: "رأيت أناساً من اليسار يتجاهلون تماماً مقتل هذا العدد الكبير من الإسرائيليين الأبرياء في هجوم إرهابي، ورأيت أيضاً أناساً غالباً من اليمين يتجاهلون تماماً وجود أطفال وقعوا ضحية هذا العنف."
وفي إشارة إلى الرئيس دونالد ترامب، أكد فانس أن التزام "رئيس السلام" (في إشارة إلى ترامب) بمحاولة حل هذه المشكلة ينبع من إدراكه أن "كلما طال أمد هذا الوضع زادت المعاناة والموت." وشدد على استمرار الدبلوماسية الأمريكية مع كافة الأطراف المعنية.
وقدم فانس رؤية صادمة حول تآكل الإنسانية، مستنكراً موقف بعض الجمهوريين الذين يبررون معاناة الأطفال الفلسطينيين: "أرى أشخاصاً من فصيلي السياسي الجمهوري يشاهدون هذه الفيديوهات لأطفال فلسطينيين أبرياء ويقولون: لقد استحقوا ذلك.. لا، لا، لا.. إن كان لديك قلب فلا بد أن ينفطر قلبك عندما ترى طفلاً صغيراً يعاني."
وأكد أن السياسة الأمريكية تسعى "إلى وقف الصراع والقضاء على جذوره حتى نتمكن من إحلال السلام وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للشعب."
وأوضح فانس أن الرئيس ترامب، على الرغم من تأييده الشديد لإسرائيل، يدرك أن "إنهاء أي صراع يتطلب التحدث مع الجميع." ودعا إلى محاسبة الجهات التي تتلقى أموال دافعي الضرائب الأمريكية لضمان بذل الجهد اللازم نحو السلام.
ورفض فانس بشدة اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، قائلاً: "لا أعتقد أن الإسرائيليين يحاولون عمداً قتل كل فلسطيني.. لقد تلقوا ضربة موجعة، ويحاولون تدمير هذه المنظمة، والحرب جحيم.. هذه هي الحقيقة."
واستشهد نائب الرئيس الأمريكي بحالة المبعوث الخاص إلى المنطقة ستيف ويتكوف، كمثال صارخ على تآكل الإنسانية في خضم الصراع. وأشار إلى أن ويتكوف، وهو يهودي مؤيد لإسرائيل، قد بذل "جهوداً تفوق أي شخص آخر لإنهاء هذا الصراع، ومع ذلك أحياناً يعرف بعض الناس أنفسهم بأنهم موالون لإسرائيل، ويهاجمون ستيف لأنه ليس موالياً لإسرائيل بما يكفي."
اقرأ ايضا: بن غفير يكسر القواعد: أوامر صارمة لمنع الأذان.. وحماس تحذر من حرب دينية
وأشاد فانس بويتكوف قائلاً: "أعتقد أن هذا سخيف.. أراه يعمل كل يوم.. إنه يهودي يؤمن بوجود دولة إسرائيل، ولكنه أيضاً رجل ذو قلب يحاول منع القتل.. عندما أتحدث عن كيف أفقدنا هذا الجدل إنسانيتنا أفكر في الهجمات المستمرة على ستيف.. إنه رجل أب أيضاً.. فقد أحد أبنائه بجرعة زائدة وهو ببساطة رجل يحب الناس ويؤمن بقيمة الحياة البشرية وهو يقوم بعمل رائع."
