"ياسر أبو شباب والسلطة الفلسطينية".. يد تطعن غزة وأخرى تتعاون مع إسرائيل

مشاركة
ياسر أبو شباب ياسر أبو شباب
حياة واشنطن-تقرير 04:01 م، 08 يونيو 2025

كشفت قناة i24NEWS الإسرائيلية، عن علاقات سرية بين السلطة الفلسطينية في رام الله وميليشيا جديدة في قطاع غزة، يقودها ياسر أبو شباب.

القناة العبرية نقلت عن ثلاثة مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، قولها إن هذه العلاقات بدأت قبل عدة أشهر، وتتضمن تحويل أموال ودعم سري للميليشيا التي تتمركز حالياً في رفح.

اقرأ ايضا: نتنياهو وتجنيد ميليشيات في غزة.. ما نعرفه عن مجموعة "ياسر أبو شباب"

وأوضحت المصادر أن المعلومات تشيز إلى أن العلاقة الأولية نسجت بين ياسر أبو شباب ومحمود الهباش، الذي كان عضوًا سابقًا في حماس وانتقل من غزة إلى رام الله، يحتفظ بعلاقات واسعة في القطاع، ويعمل حاليًا مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وبحسب المصادر فإن الفضل في إنشاء هذه العلاقة ينسب إلى بهاء بعلوشة، الضابط الكبير في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، وهو أيضاً من غزة وقُتل ثلاثة من أبنائه على يد حماس عام 2006.

وقد أوكل بعلوشة مهمة قيادة عملية تجنيد الميليشيا في غزة إلى فايز أبو هنود، المسؤول عن "المنطقة الجنوبية" في جهاز المخابرات الفلسطينية.

ووفقًا للقناة اختار الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم الاستعانة بماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة، لهذه المهمة.

ويعود ذلك إلى فشل فرج قبل أكثر من عام في تجنيد عناصر من حركة فتح لحماية المساعدات، حيث قُتل اثنان من رجاله على يد حماس واعتقل أكثر من 20 عنصراً، مما أدى إلى انهيار تلك الشبكة بالكامل.

وعند بدء العملية الجديدة، أمر عباس رجاله بإخفاء تفاصيلها، قائلاً: "لا تحتضنوا ياسر أبو شباب ولا ترفضوه، والأهم من ذلك، لا تتركوا أثراً".

في المقابل، ينفي مسؤول رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية حالياً أي صلة رسمية بين السلطة وأبو شباب، لكنه يلمح إلى أنه "إذا كان الهباش قد نشط في هذا الأمر، فهو شأنه الخاص".

وتشير المعلومات أيضاً إلى أن خالد بارود، رئيس مكتب الهباش، أجرى عدة مكالمات هاتفية مع أعضاء الميليشيا.

(أبو شباب يتحدث)

وقال أبوشباب، اليوم الأحد، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "نحن لا نعمل مع إسرائيل. هدفنا هو حماية حقوق الإنسان للفلسطينيين من إرهاب حماس".

وتقول إسرائيل إنها لا تريد لا السلطة الفلسطينية ولا حركة "حماس" في غزة، في وقت اعتبر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن دعم إسرائيل لمجموعة أبو شباب "أنقذ حياة جنود إسرائيليين".

ورداً على سؤال عما إذا كان مهتمًا برئاسة سلطة حاكمة منفصلة عن "حماس" في قطاع غزة، قال أبوشباب: "اليوم، لا يسعنا إلا التركيز على هدفنا، وهو حماية شعبنا من إرهاب حماس وسيطرتها غير المقبولة على الشعب والحكومة، خاصة بعد مئات المظاهرات التي طالبت برحيلها".

وعن عدد أفراد مجموعته، قال: "لدينا المئات، والعدد يتزايد يوميًا. مئات العائلات تتجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرتنا يوميًا عبر ممر إنساني".

ويقول أبو شباب إنه يسيطر على أرض تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة.

وكان مسؤول في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أكد لهيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل تموّل المليشيات في غزة بالمال والسلاح للاشتباك مع حركة «حماس».

ورداً على سؤال عن مصدر تمويل مجموعته، قال أبوشباب: "نحن نمول أنفسنا. لدينا مئات المتطوعين. لقد تمكنا من تأمين مساعدات من منظمات دولية، نظرًا لتزايد عدد العائلات القادمة إلى منطقتنا والفارّة من الحرب والجوع. نطالب بدعم إضافي لمشروعنا الإنساني لإنقاذ شعبنا من الجوع والدمار وعناد حماس".

وعن تأثير نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية لأنباء التعاون بينه وبين الجيش الإسرائيلي، قال أبوشباب: "بحسب رصدنا، لم يصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا رسميًا واحدًا يذكر ياسر بالاسم. إن توجيه الأنظار إلينا يهدف إلى النيل من وطنيتنا، ونشر الأكاذيب لإحباط مخططنا وتقويض النسيج الاجتماعي. ومع ذلك، ستفشل كل هذه المحاولات".

وعما إذا كانت مجموعته تمتلك جهاز شرطة لحفظ الأمن والنظام، قال: "نعم، لقد نشرنا قواتنا لضمان الأمن والسلامة في جميع أنحاء المنطقة".

وحول نوع المساعدات التي يطلبها من العالم، قال: "مساعدات تضمن للناس العيش بكرامة، ودعم عسكري متواضع لتسليح المتطوعين الجدد، إضافة إلى دورات تدريبية".

وفي ما إذا كان يطمح للتوسع في مناطق أخرى من قطاع غزة، قال أبو شباب: "لدينا طموحات كبيرة للتوسع في مناطق أخرى تسيطر عليها حماس حاليًا بالقوة والسلاح، من أجل تحرير الناس من هذا العبء وتحقيق كرامتهم. إنه طموح كبير، لكنه صعب".

والعلاقات بين رام الله وأبو شباب أدت حتى الآن إلى تحويل مبالغ مالية لأعضاء الميليشيا كرواتب ومساعدات، ولكن بشكل أساسي إلى بناء علاقة سرية بين الطرفين.

وكشفت المصادر، عن أن السلطة الفلسطينية ليست وحدها من تدعم هذه المجموعة الغزية، بل إن "دولة عربية متورطة أيضاً في هذه العملية، التي أدت في النهاية إلى تمركز الميليشيا في رفح".

يذكر أن جماعة أبو شباب بدأت عملياتها في قطاع غزة قبل عدة أشهر، وقد اغتيل أربعة من أعضاء "مقرها" الأول من قبل حماس، وجميعهم أعضاء سابقون في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني.

المساعد الأيمن لياسر أبو شباب حالياً هو غسان دهيني، الذي يتولى منصب ما يسمى "ضابط العمليات"، وهو أيضاً عضو سابق في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، وتضم الميليشيا أيضاً نشطاء سابقين في فتح والسلطة الفلسطينية، أو أبناء عائلات قُتل آباؤها على يد حماس.

اقرأ ايضا: "ذكرى احتلال القدس".. مسيرات بالأعلام وأخرى بالورود وفلسطين تنتظر نهاية للاستفزاز

الميليشيا، التي تُعرف بالفعل باسم "القوات الشعبية"، تمتلك اليوم فيلا في حي الجنينة برفح، وموقعاً واحداً على الأقل مقابل كرم أبو سالم، وموقعاً آخر مقابل كيبوتس تسوفا، ويظهر أفرادها وهم يرتدون أسلحة وخوذات وسترات واقية، وحتى سترات حمراء لأغراض التعريف.