كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، نقلًا عن مصادر دبلوماسية أوروبية، عن أن القمة المرتقبة في نيويورك، والمقرر عقدها بين 17 و20 يونيو، لن تشهد اعترافًا فوريًا بالدولة الفلسطينية من قبل المملكة المتحدة، فرنسا، ودول غربية أخرى.
ويمثل هذا التطور تراجعًا عن التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى إعلان مشترك للاعتراف من قبل مجموعة واسعة من الدول، بما في ذلك أعضاء دائمون في مجلس الأمن الدولي كفرنسا والمملكة المتحدة.
اقرأ ايضا: بين شروط كييف الحمراء ومطالب موسكو الحاسمة: مصير السلام يتحدد في إسطنبول
وستركز باريس وعواصم غربية أخرى جهودها خلال المؤتمر بدلاً من الاعتراف الفوري، على صياغة خطوات عملية تؤدي إلى تحقيق هدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لاحقًا".
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السابقة بأن الاعتراف بفلسطين "واجب أخلاقي ومتطلب سياسي"، فقد طمأن مسؤولون فرنسيون نظراءهم الإسرائيليين هذا الأسبوع بأن المؤتمر لن يكون توقيتًا مناسبًا للاعتراف.
في السياق.. حضرت إسرائيل والولايات المتحدة اجتماعات تحضيرية للمؤتمر، لكنهما لم يدليا بأي تصريحات، مما أثار تكهنات بأنهما قد تقاطعان الحدث. هذا الصمت يثير تساؤلات حول الدور الذي ستلعبه هاتان الدولتان في المؤتمر، خاصة وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية كان يُنظر إليه سابقًا كجزء من خطة الدولتين الفاشلة التي وُضعت في التسعينيات. مع تزايد الشكوك الأوروبية في نية إسرائيل تخفيف سيطرتها على الفلسطينيين، يُنظر إلى الاعتراف الآن كأداة ضغط محتملة على المسؤولين الإسرائيليين لتغيير موقفهم.
وبينما اعترفت أيرلندا وإسبانيا والنرويج بدولة فلسطينية العام الماضي، يصر ماكرون على عدم الاعتراف إلا "بدون حماس"، وهو موقف تشاركه المملكة المتحدة. حيث يواجه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، ضغوطًا متزايدة من نواب البرلمان لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل وتوضيح شروط اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطينية.
في الإطار.. صرح هاميش فالكونر، وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، بأن تفكير المملكة المتحدة "آخذ في التطور" بسبب "خطاب الحكومة الإسرائيلية الذي لم يعد ملتزمًا بحل الدولتين". ومع ذلك، تتطلع بريطانيا إلى تعهدات حازمة في المؤتمر بشأن الحكومة الفلسطينية المستقبلية، بما في ذلك استبعاد حماس من أي حكم مستقبلي لغزة.
اقرأ ايضا: بولندا على مفترق طرق: صراع انتخابي يحدد مصير أوروبا
على صعيد متصل.. تأمل فرنسا في تحقيق توازن بين اعتراف مجموعة من الدول الغربية بدولة فلسطينية وتطبيع العلاقات بين الدول الإسلامية وإسرائيل. ومع ذلك، يبدو اعتراف السعودية بإسرائيل مستحيلاً في الوقت الراهن، حيث أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية"، وهو موقف يشاركه الرأي العام السعودي على نطاق واسع.