في أولى لقاءاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتحديدًا عقب فوزه بالانتخابات الأمريكية، كشف الرئيس دونالد ترامب، مطلع فبراير الماضي، عن خطة تتيح للولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى، سواء أرادوا المغادرة أم لا، وتحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في قلب البيت الأبيض، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "الإمكانات في قطاع غزة لا تصدق، وأنه قد يصبح ريفييرا الشرق الأوسط".
وأضاف ترامب حينها: "لدينا فرصة للقيام بشيء يمكن أن يكون هائلاً، ولا أريد أن أكون لطيفاً، ولا أريد أن أكون رجلاً حكيماً، لكن ريفييرا الشرق الأوسط، يمكن أن تكون شيئاً رائعاً للغاية"، في إشارة إلى منطقة الريفييرا الفرنسية.
وتابع: "الأمر الأكثر أهمية من ذلك هو أن الناس الذين دمروا تماماً ويعيشون هناك الآن يمكنهم العيش في سلام، في وضع أفضل بكثير، لأنهم يعيشون في الجحيم، وسيتمكن هؤلاء الناس الآن من العيش في سلام. سنتأكد من القيام بذلك على مستوى عالمي".
وكان ترامب يجيب على سؤال عمن يتصور أنه سيعيش في غزة، قال ترامب: "أعتقد أنك ستجعل ذلك مكاناً دولياً لا يصدق، الإمكانات في قطاع غزة لا تٌصدق، وأعتقد أن العالم بأسره، ممثلون من جميع أنحاء العالم".
اقترح ترامب بتهجير أهل غزة عن القطاع، قوبل بإدانة ورفض دولي وعربي، خاصة من مصر والأردن كونهما الدولتين التي حددهما ترامب لاستقبال الفلسطينيين من القطاع.
ترامب الذي استقبل نتنياهو، أمس الاثنين، جدد رغبته في وقف الحرب في قطاع غزة، وقال إن العمل جارٍ لتحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس".
لكنه أكد في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض بمشاركة نتنياهو، أن ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن "عملية طويلة".
وحول إذا كان سيفي بوعده الذي قطعه خلال حملته الرئاسية بإنهاء الحرب في غزة، قال ترامب: "أود أن أرى الحرب تتوقف، وأعتقد أنها ستتوقف في وقت ما، ولن يكون ذلك في المستقبل البعيد".
لكن الرئيس الأميركي قال إن "سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وامتلاكها له سيكون أمرًا جيدًا"، قائلاً إنه سيسمي غزة "منطقة الحرية" بعد نقل سكانها منها.
وجدد ترامب اقتراحًا طرحه مرات عدة خلال الأسابيع الأولى من ولايته، قائلًا: "وجود قوة كالولايات المتحدة هناك، تسيطر على قطاع غزة وتمتلكه، سيكون أمرًا جيدًا".
من جانبه، قال نتنياهو إن إسرائيل تعمل على التوصل إلى اتفاق جديد بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في القطاع.
وعقب استقباله في البيت الأبيض، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "نحن نعمل حاليًا على اتفاق آخر نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن".
وبعد شهرين من التهدئة الهشة في غزة، استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه العسكري العنيف في غزة في 18 مارس الماضي، تزامنا مع إغلاق القطاع ومنع إدخال المساعدات له.
وأتاحت الهدنة عودة 33 محتجزًا إسرائيليًا، 8 منهم قتلى، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
ويصر نتنياهو وحكومته، عكس معظم عائلات وأقارب الرهائن، على أن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إعادة الرهائن، الأحياء والأموات، الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
اقرأ ايضا: حشد عسكري أمريكي في الشرق الأوسط.. هل تنوي واشنطن توسيع رقعة الصراع؟
من بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، لا يزال 58 محتجزين في القطاع الفلسطيني، 34 لقوا حتفهم وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.