"اجتياح إسرائيل لغزة أم التهدئة".. أيهما أقرب لقلب واشنطن؟

مشاركة
نتنياهو - بايدن نتنياهو - بايدن
حياة واشنطن-تقرير 01:05 م، 22 أكتوبر 2023

تتنامى مخاطر التصعيد الإسرائيلي بقطاع غزة في ظل حرب مستعرة راح ضحيتها آلاف الشهداء الفلسطينيين، وسط تلويح من حكومة الاحتلال بالاجتياح بين الحين والآخر.

ولكن يبقى هناك تساؤل مطروح على الطاولة الأمريكية بما أنها ممسكة بنهاية خيط الدمية الإسرائيلية، وهو هل تجتاح إسرائيل لكامل أراضي غزة أم تخضع للتهدئة المطروحة على الطاولة؟.

اقرأ ايضا: "بالكوفية الفلسطينية".. حفل فرقة "هيب هوب" آيرلندية تزعج إسرائيل وتربك بريطانيا

تتلقى الإدارة الأمريكية نصيحة بوقف القتال في غزة وحل جوهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فيما تخشى إدارة بايدن من أن تؤدي خطط إسرائيل للرد على هجوم حماس الأخير بغلاف غزة إلى حرب أوسع، من شأنها على الأقل سحب مخزونات الذخائر الأمريكية "المنهكة بالفعل".

كما يمكن أن يؤدي مثل هذا السيناريو، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إلى ارتفاع أسعار النفط، والإضرار بسمعة الولايات المتحدة في الكثير مما يسمى بالجنوب العالمي (أو الدول الأقل دخلًا)، وربما تؤدي إلى تدخل عسكري أمريكي مباشر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الضغط على إسرائيل لتحديد أهداف قابلة التطبيق تسمح بوقف إطلاق النار، مؤكدة أن الدور الأفضل للولايات المتحدة "ليس محاولة منع عمل عسكري إسرائيلي كبير، وهو أمر لا مفر منه، بل تحديد حجمه ومدته".

وترى الصحيفة أنه على الولايات المتحدة تبني استراتيجية من شقين، تتمثل المرحلة الأولى، الجارية فعليًا، في محاولة منع الوضع السيئ من التدهور أكثر بهدف توفير الوقت والمساحة لجهود دبلوماسية أكثر طموحًا.

وفي الوقت الحالي يمكن إدارة الدعوات إلى وقف إطلاق النار عبر طريقتين، الأولى تكمن في أن تقلل إسرائيل من الخسائر ضمن صفوف المدنيين عبر قصر العمليات العسكرية على الضربات الدقيقة، عندما تكون هناك معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ، وغارات برية صغيرة.

أما الطريقة الثانية، فيرى التحليل أنه يمكن لإسرائيل أن توافق على وقف الحرب الجوية للسماح بإيصال المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الإنسانية إلى السكان المدنيين في غزة وتسهيل تبادل الرهائن.

ويمكن أن تكون مثل هذه التوافقات مشروطة بموافقة حماس والجماعات الأخرى على وقف هجماتها الصاروخية على إسرائيل.
ووفق الصحيفة ذاتها، يجب "الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار عندما يتضح أن تكاليف استمرار الصراع تفوق أي فوائد أخرى".

وترى الصحيفة أن إخراج أكبر عدد ممكن من الأسرى من غزة في أسرع وقت ممكن أمر لا بد منه، موضحة أن المسار الأكثر خطورة هو استعمال القوة لتحريرهم، أما المسار الأكثر واقعية لتحرير الرهائن هو مبادلتهم بالسجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.

أما المرحلة الثانية، ستأتي عندما يقترب الوضع من العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث ستنتقل فيها الدبلوماسية الأمريكية إلى مرحلة تسعى فيها إلى استئناف جهودها لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين الراغبين في التخلي عن التصعيد.

وتخلص الصحيفة إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة الاستمرار في تقديم المشورة لإسرائيل بالتخلي عن غزو واحتلال واسع النطاق لغزة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين، ومن المرجح أن يفشل في القضاء على حماس.

اقرأ ايضا: "ضربة قاضية ودعوة للسلام".. بوصلة واشنطن بعد قصف منشآت إيران النووية

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن "الاستعراض الإسرائيلي الهائل للقوة، قد ينجح بإضعاف حماس، لكنه سيؤدي في الوقت ذاته إلى تعزيز صفوف عبر إضافة المزيد من الجنود إلى الحركة".