حالة من الترقب الحذر تخيم على قطاع غزة من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وذلك بعد ليلة عنيفة عاشها الفلسطينيون، فجر اليوم الثلاثاء، جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع، في عملية "السهم الواقي" لاغتيال قادة سرايا القدس.
إذ تتوعد فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على العملية، بينما يعلن الاحتلال الإسرائيلي، استعداده لشن عملية متعددة الجبهات إذا لزم الأمر.
اقرأ ايضا: "المستوطنون يختبئون في الملاجئ".. "حزب الله" ينفذ "أعنف قصف" على إسرائيل
وشن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم، عدوانًا ضد قطاع غزة، أسفر عن استشهاد (13) فلسطينيًا، بينهم (4) أطفال ومثلهم من النساء، وإصابة (20) آخرين.
وفي أعقاب العملية الإسرائيلية، توعدت حماس، على لسان متحدثها حازم قاسم، بالمشاركة في الرد على الهجوم الإسرائيلي.
وأكد قاسم: "أن حركة حماس موجودة في غرفة العمليات المشتركة التي تقود عمليات الرد على هذه الجريمة"، لافتًا إلى أن الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية في حالة انعقاد للتشاور منذ الهجوم الإسرائيلي.
وقال مصدر إن حركتي حماس والجهاد "على رأس المشاورات، والرد أمر محسوم. نتباحث في آليته فقط، وكيفية تبادل الأدوار على الأرض".
وحمّل إسرائيل مسؤولية تفجر الأوضاع في قطاع غزة، قائلًا: "إذا كانت هناك جهود دولية لاحتواء التوتر يجب أن تتوجه إلى إسرائيل التي فجرت الأوضاع وقتلت الأبرياء".
وكان داوود شهاب، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي أعلن، في وقت سابق، أن رد الفصائل الفلسطينية على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة سيكون "غير محدود"، وسيشمل كافة الفصائل الفلسطينية، قائلًا: "الرد الفلسطيني يعني أن الرد واحد موحد باسم كل الشعب الفلسطيني".
بموازاة ذلك، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا تقييميًا موسعًا للوضع الأمني، وذلك قبل اجتماع مجلس الوزراء في تل أبيب.
حضر الاجتماع التقييمي وزير الدفاع، ووزير الشؤون الاستراتيجية، ورئيس الأركان وعدد من المسؤولين.
وقال نتنياهو: "أعطيت تعليمات للجيش بالبقاء مستعدًا لمعركة متعددة الجبهات.. سنعاقب كل من يحاول المساس بأمن إسرائيل".
(حذر من الجانبين)
الجانبان يتخذان خطوات تنذر بحالة من التوتر والحذر.. إذ علقت المدارس الحكومية والجامعات في قطاع غزة المحاصر، اليوم العملية الدراسية، وذكرت جامعة الأقصى أنه تقرر تأجيل الاختبارات النصفية المقررة الأربعاء حتى إشعار آخر.
وفي السياق ذاته، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تعليق الدراسة في مدارسها بسبب الظروف الأمنية، وفق ما أوردت وسائل إعلام فلسطينية.
وبدت شوارع غزة شبه خالية باستثناء حركة سيارات الأجرة وعربات الإسعاف في الشوارع، ويترقب سكان غزة ماذا سيحدث خلال الساعات المقبلة، خاصة بعد تعهد الفصائل الفلسطينية بالرد على الاغتيال، وحديث إسرائيل عن عملية عسكرية قد تطول وتشمل جبهات متعددة.
أما في مستوطنة سديروت المتاخمة لقطاع غزة، تجري الاستعدادات لإجلاء المستوطنين، إذ ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه من المتوقع إخلاء غير مسبوق، يغادر فيه أكثر من 4500 ساكن المنطقة بطريقة منظمة.
ويتم حاليًا تجميع القوائم والتنسيق مع فنادق الاستقبال ومواعيد المغادرة وترتيبات الحافلات، فيما أمر الجيش الإسرائيلي بإغلاق بعض الطرق المؤدية إلى بعض المستوطنات في الجنوب خوفًا من إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات.
اقرأ ايضا: بعد قرار "الجنائية الدولية".. نتنياهو وجالانت على رادار 123 دولة
وتلقى سكان ناحال عوز تعليمات بعد التحذير بعدم الخروج في الشارع، وخاطب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، رؤساء البلديات وزعماء المجتمعات المحلية في جنوب إسرائيل، وقال لهم: "من المهم جدًا أن يكون المواطنون منضبطين ويقظين وأن يستمعوا إلى التعليمات المنقذة للحياة".