النخالة: تمدد المشروع الصهيوني في دول الخليج بعباءة أمريكية مخالف للإسلام وللتاريخ

مشاركة
زياد النخالة زياد النخالة
بيروت-دار الحياة 03:14 م، 08 ديسمبر 2020

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، اليوم الثلاثاء، أن تمدد المشروع الصهيوني في دول الخليج الذي يجري تحت عباءة الولايات المتحدة، مخالف للإسلام ومخالف للتاريخ، موضحاً أن سلوك الأمراء المتهور لن يغير شيء باتفاق ذليل روجته له وسائل إعلامية ضخمة، في إشارة لاتفاقي التطبيع "الإمارات والبحرين" مع إسرائيل.

جاء ذلك خلال كلمة له في مؤتمر (انتفاضة الأمة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية) الذي يعقده الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في العاصمة اللبنانية "بيروت"، بمناسبة مرور 33 عاما على انتفاضة الشعب الفلسطيني التي أُطلق عليها اسم (انتفاضة الحجارة).

وقال النخالة: "ثلاثون عاماً مرت من عمر الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ومنذ ذلك التاريخ جرت أحداثاً كثيرة لم تنته تداعياتها حتى اللحظة التي يعلن فيها العدو القدس عاصمة له، والضفة الغربية امتلأت بعقد الاستيطان القاتلة، وما زال اتفاق "أوسلو" يفعل فعله، ويترك آثاره على الشعب الفلسطيني في كل المجالات" .

وأشار، إلى أن ذهاب بعض الفلسطينيين لاتفاق ذليل، أسموه اتفاق "أوسلو"، ليكون مدخلاً لاتفاق آخر بعد ثلاثة عقود، عقده بعض العرب، سموه اتفاق "أبراهام"، ولنكتشف أكثر من أي وقت مضى، أن فلسطين لم تكن الهدف، وإنما كانت المركز والمنطلق ضد كل الوطن العربي والإسلامي، ومنطلقًا للعلو والإفساد الصهيوني.

واعتبر أمين عام الجهاد، ما يجري في الوقت الحالي قفزة جديدة في المشروع الصهيوني في العمق العربي متجاوزًا حدود "سايكس بيكو" التي وضعت لنفس الهدف، ليجد الكيان الصهيوني نفسه كيانًا آخر، بجانب الكيانات الضعيفة والهزيلة. وقال: تحت مبررات واهية يشيع بعض النظام العربي - المتخم بأموال النفط، وامتيازات البورصات الدولية- فاحشة الالتصاق بالمشروع الصهيوني، بلا خجل وبكل وقاحة، فإن كان هناك ضعف في مكان ما، وهذا غير موجود أصلاً، ولا توجد له مبررات، فمن المفترض أن يستتر من أقدموا على رذيلة التعامل مع الكيان الصهيوني عن أعين الناس، ولكن أن تبلغ بهم الوقاحة إلى مستوى لم يبلغه أحد، فهذا يعجز عنه العقل والمنطق".

وتابع النخالة: إن رحلة طيران من ضفاف الخليج العربي والإسلامي إلى ساحل المتوسط الذي شهد التحولات الكبرى، ورسم مسارًا عميقًا في التاريخ، وواجه كل الحملات الصليبية التي كانت تستهدف السيطرة على القدس وعلى فلسطين، لن تستطيع طمس الحقيقة وتغيير هوية الأمة".

وأكد أنهم بسلامهم المدنس يحجبون مفاعيل إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويعتقدون أنهم بهذه الحملات الإعلامية، وإظهار تفاعل بعض الناس مع الصهاينة، سوف يخففون الضغط، ويشغلون الشعوب العربية والإسلامية عن تهويد القدس، وتهويد ما تبقى من فلسطين.

وشدد النخالة على أن الهروب إلى الأمام، كما فعلت السلطة بعد الحوارات الأخيرة ولقاء الأمناء العامين، والتحلل من الالتزامات الوطنية، لن يعيد لنا شيئًا، وإنما سيكرس وقائع جديدة على الأرض، وسيعطي بعض الأنظمة العربية شرعية لما قامت به من عمليات التطبيع، وخاصة أن رئيس السلطة في لحظة مراجعة، اعتبر تطبيع الإمارات والبحرين طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، متسائلا: فماذا جرى لتتحول طعنة الظهر إلى عناق وصمت على ما يجرى؟".

وأضاف: إن الذين يعتقدون أن تحالفهم مع الكيان الصهيوني في مواجهة شعوبهم، يحميهم إلى الأبد، واهمون" مشيرا إلى أن هذا المشروع الصهيوني قام على أساس السيطرة والهيمنة على المنطقة بكل الوسائل، بما فيها القتل والتدمير، وأن حصار غزة المستمر، وفرض الشروط المهينة والمذلة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من فلسطين، والاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وتحويل القدس عاصمة لهذا الكيان، لجدير بأن يجعلنا جميعًا نتوقف ونعيد حساباتنا، ونستنهض شعوبنا العربية والإسلامية التي لم ولن تستسلم لهذا العدو.

وأشار النخالة إلى أن الاحتلال يُحاول تجريدنا من كل ما نملك، وكما شاهدتم أخيرًا قتلهم العالم الإيراني المسلم، بهدف تجريد الأمة من العلم والمعرفة، لهو دليل إضافي على ما يبيت هذا الكيان وحلفاؤه للأمة، وهو محاولة يائسة للانتقام من إيران، لوقوفها إلى جانب قضايا المسلمين المحقة والعادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف النخالة، أن " القتلة والمجرمين سيستمرون في جرائمهم إن لم يجدوا من يتصدى لهم، إنهم ينشرون الموت في كل مكان؛ من فلسطين إلى اليمن، إلى العراق وسوريا، إلى أفغانستان بأسلحة أمريكية صهيونية"

اقرأ ايضا: نتنياهو يراوغ لتنفيذ التهجير: دول عديدة ترغب في استضافه سكان غزة

وبيّن النخالة أن هذه الدماء الطاهرة التي تنزف في كل مكان، من عالمنا الإسلامي والعربي، سوف تبقى ملهمة لنا وللأجيال القادمة وواجباتنا اليوم على أرض فلسطين، أرض الرباط المقدس، وفي كل مكان، أن نفعل كل ما نستطيع فعله، فليست عواطفنا ومحبتنا للقدس وفلسطين ستفعل فعلها فقط، ولكن تضحياتنا واستعدادنا المستمر للتضحية، هي الطريق الوحيد لوقف هذا العدوان.