في تطور يلقي بظلاله على جهود الإغاثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، كشف رجل الأعمال الأمريكي الإسرائيلي، موتي كهانا، عن تورط جهات إسرائيلية في عملية "خداع ممنهج" لإدارة واشنطن، بهدف تعطيل وصول المساعدات الحيوية إلى السكان المحاصرين.
وتثير هذه التصريحات الصادمة تساؤلات جدية حول الدوافع وراء هذا التأخير المستمر الذي يهدد حياة الملايين في القطاع.
اقرأ ايضا: لماذا لم تبدأ آلية توزيع المساعدات الأمريكية في غزة؟
وأكد كهانا، الذي يشغل منصب مدير شركة "GDC" للوجستيات، في تصريحات لـ"راديو الناس"، أن شركته كانت مؤهلة للمشاركة في عملية توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة، إلا أنها "استُبعدت فجأة" بطريقة غامضة.
وأشار كهانا إلى أن الاستبعاد جاء لصالح "شركة وهمية تدعي أنها أمريكية، بينما هي في الواقع إسرائيلية"، في خطوة يرى أنها تهدف إلى التلاعب بمسار المساعدات.
وأضاف رجل الأعمال أن "الإدارة الأمريكية بدأت تكتشف هذا الخداع الإسرائيلي"، وهو ما أسفر عن "مشاكل وتأجيلات كبيرة في بدء توزيع المساعدات داخل غزة"، الأمر الذي يفاقم الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع، حيث يعاني غالبية السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.
تأتي هذه الاتهامات في وقت حرج، حيث تواجه المنظمات الإنسانية صعوبات جمة في إدخال المساعدات بالكميات المطلوبة.
وفي هذا السياق.. أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور عبر منصات التواصل الاجتماعي، على الحاجة الملحة لإدخال "ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً" لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وحذرت الوكالة الدولية بشكل قاطع من أن "سكان غزة لا يتحملون المزيد من الانتظار"، في إشارة واضحة إلى الكارثة الإنسانية الوشيكة.
ففي سياق متصل.. كشف "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" عن إصدار إسرائيل لـ 35 أمر تهجير قسري ضد سكان غزة منذ بداية العام الجاري وحده، واصفاً هذه السياسة بأنها "منهجية تهدف إلى تجويع الفلسطينيين وترحيلهم قسراً".