بعد سنوات من المفاوضات الشاقة والجمود الذي لازم الملف النووي الإيراني، تسلمت طهران أمس مقترحًا أمريكيًا مكتوبًا يُعتبر "مفصلاً ومقبولاً" وفقًا لتصريحات السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت.
يأتي هذا التطور بعد جولات مكثفة من المحادثات غير المباشرة، ويحمل في طياته إشارات على إمكانية إيجاد حل للمعضلة الأساسية التي عرقلت التقدم؛ حق إيران في تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
اقرأ ايضا: الشرع إلى واشنطن.. ويلقي أول خطاب "أممي" لرئيس سوري منذ 60 عامًا
وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تسلمه لهذا الاقتراح أمس، مؤكدًا أن بلاده سترد عليه "بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني".
ومع قلة التفاصيل المتسربة حول ماهية المقترح المكتوب، كشف موقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن هذا المقترح يمثل محاولة جادة لحل هذه النقطة الشائكة.
وفي خطوة دبلوماسية غير مسبوقة، كشف مسؤول أمريكي ومصدر مطلع عن أن إحدى الأفكار التي طرحتها سلطنة عُمان وتبنتها الولايات المتحدة تدعو إلى إنشاء اتحاد إقليمي يُخصّب اليورانيوم للأغراض النووية المدنية. وستتم مراقبة هذا الاتحاد بشكل صارم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة، مع تأكيد واشنطن على ضرورة أن يكون مقره خارج إيران.
واشار المصدر المطلع إلى طرح فكرة أخرى قد تمثل حلًا وسطًا؛ أن تعترف الولايات المتحدة بحق طهران في تخصيب اليورانيوم، على أن تعلق السلطات الإيرانية التخصيب بشكل كامل. هذا الخيار يلامس حساسية السيادة الإيرانية في امتلاك التكنولوجيا النووية، بينما يوفر في الوقت ذاته ضمانات للجانب الأمريكي بشأن التزام إيران بالاستخدامات السلمية.
وأفادت مصادر بأن الاقتراح المحدث جاء نتيجة للجولة الخامسة من المفاوضات التي عقدت بين الجانبين في روما الأسبوع الماضي. وقد طلب الإيرانيون الحصول على الموقف أو المقترح الأمريكي بشكل مكتوب بعد أن قدم مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف اقتراحًا شفويًا خلال الجولة الرابعة من المحادثات، ثم شرحه بالتفصيل خلال الجولة الخامسة.
اقرأ ايضا: "الجولة الخامسة".. عقبة "التخصيب" تهدد المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا
وقد اضطلعت سلطنة عُمان بدور محوري في هذه العملية، حيث سلم وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي النص المكتوب إلى عراقجي خلال زيارته لطهران أمس السبت، مما يؤكد الدور الحيوي للدبلوماسية العمانية كوسيط موثوق به في المنطقة.