هل تحبس إسرائيل أنفاسها استعدادًا لـ 'يوم الصفر' النووي الإيراني؟

مشاركة
وكالات - حياة واشنطن 08:02 ص، 21 مايو 2025

في تطورات بالغة الخطورة قد تعصف بالاستقرار الإقليمي، كشفت شبكة "سي.إن.إن" يوم الأربعاء عن حصول الولايات المتحدة على معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تُجهز لشن ضربة عسكرية محتملة ضد منشآت نووية إيرانية. 

يأتي ذلك في ظل توترات متصاعدة، تُثير قلقًا عميقًا في الأروقة الأمريكية بشأن احتمالية اندلاع صراع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط.

اقرأ ايضا: "نقتل الأطفال الفلسطينيين كهواية".. تصريح يثير ضجة في إسرائيل

ونقلاً عن مسؤولين أمريكيين مُطلعين، أفادت "سي.إن.إن" بأن القرار النهائي بشأن هذه الضربة لم يُتخذ بعد من قبل القيادة الإسرائيلية، غير أن المؤشرات الاستخباراتية الجديدة تستند إلى اتصالات علنية وخاصة لمسؤولين إسرائيليين كبار، إضافة إلى اعتراض اتصالات إسرائيلية حساسة وملاحظة تحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بضربة وشيكة. من بين هذه الاستعدادات المرصودة، تم الإشارة إلى حركة ذخائر جوية واستكمال مناورة جوية تُعزز فرضية الاستعداد لعمليات عسكرية.

وتتفاقم الأزمة بفعل وجود خلاف عميق داخل الحكومة الأمريكية نفسها حول احتمالية اتخاذ إسرائيل قرارًا بضرب إيران. ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن قرار إسرائيل بشن الضربة من المرجح أن يعتمد بشكل كبير على تقييمها لمفاوضات واشنطن الجارية مع طهران بشأن برنامجها النووي. ووفقًا لمصادر مقربة، فإن واشنطن لا ترجح تقديم المساعدة لإسرائيل في شن هجمات على مواقع نووية إيرانية في الوقت الراهن.

وتُشير وكالات الاستخبارات الأمريكية بقلق إلى أن إسرائيل قد تسعى لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يحمل في طياته خطرًا حقيقيًا لاندلاع حرب شاملة في المنطقة. 

ويرى المصدر أن فرصة الضربة ستكون أكثر ترجيحًا إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران لا يقضي بالتخلص الكامل من كل اليورانيوم الذي تمتلكه طهران. هذا الموقف يضع إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تُجري مفاوضات دبلوماسية مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق نووي، أمام تحدٍ كبير لتحقيق نتائج مرضية تجنب المنطقة صراعًا مدمرًا.

وتدرس إسرائيل، التي تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا، خيارات متعددة تتراوح بين الضربات الجوية وعمليات الكوماندوز الخاصة، والتي قد تؤخر البرنامج النووي الإيراني لفترة محدودة. ومع ذلك، يؤكد خبراء أن تنفيذ مثل هذه العمليات يتطلب دعمًا لوجستيًا وعسكريًا أمريكيًا حاسمًا لضمان نجاحها والتعامل مع تداعياتها.

في المقابل، لم تتوانَ طهران عن إصدار تحذيراتها الصارمة. فقد حذّرت إيران مرارًا وتكرارًا من أنها سترد بقوة وبشكل مدمر على أي هجوم يستهدف منشآتها النووية، ما يزيد من احتمالية تصعيد الصراع إلى مستويات غير مسبوقة. 

اقرأ ايضا: "بسبب حرب غزة والاستيطان".. بريطانيا وفرنسا وكندا تهدد إسرائيل بفرض عقوبات

وقد نقلت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة عن الحد ومهينة"، معربًا عن شكوكه العميقة حول ما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق يُرضي جميع الأطراف.