في تحول دبلوماسي لافت، أعلنت سوريا والولايات المتحدة عن توافق استراتيجي يهدف إلى معالجة عدد من القضايا المحورية العالقة منذ سنوات، وذلك خلال لقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك في إسطنبول.
وأسفر اللقاء، الذي عقد على هامش زيارة الرئيس الشرع لتركيا يوم السبت، عن اتفاق مبدئي على ضرورة التخلص الكامل من الأسلحة الكيميائية في سوريا، بالإضافة إلى مناقشة آليات دمج قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد) في مؤسسات الدولة السورية.
اقرأ ايضا: قمة "دولما باهتشي": أردوغان والشرع يُعلنان عن مرحلة جديدة
ويمثل هذا التطور خطوة مهمة نحو إعادة صياغة العلاقة بين دمشق وواشنطن، ويفتح آفاقًا جديدة لمعالجة تعقيدات الأزمة السورية.
وفي صلب المباحثات، تطرق الطرفان إلى ملف العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا. شدد الرئيس الشرع على أن هذه العقوبات لا تزال تلقي بظلالها كثيفة على الشعب السوري، وتشكل عائقًا رئيسيًا أمام جهود التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار في البلاد التي مزقتها سنوات النزاع.
من جانبه.. أكد المبعوث الأمريكي توم باراك أن واشنطن بدأت بالفعل في تنفيذ إجراءات لتخفيف العقوبات، مستشهدًا بقرار صادر عن الرئيس دونالد ترامب في هذا الشأن.
وأشار باراك إلى أن هذه العملية ستستمر بوتيرة تصاعدية وصولًا إلى الرفع الكامل للعقوبات، مما يعكس نية أمريكية واضحة لتخفيف الضغوط الاقتصادية عن دمشق.
كما بحث الجانبان سبل تعزيز الاستثمار الأجنبي في سوريا، مع تركيز خاص على قطاعي الطاقة والبنية التحتية، وهما محركان أساسيان لأي عملية إعادة إعمار.
وأبدى الجانب السوري استعداده التام لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لجذب المستثمرين الدوليين، مؤكدًا التزامه بتوفير بيئة عمل مستقرة وآمنة لدعم جهود التنمية.
وفي سياق تعزيز الاستقرار الداخلي، شدد الرئيس الشرع بحزم على رفض أي محاولات لتقسيم سوريا، مؤكدًا التزام الحكومة السورية المطلق بوحدة أراضي البلاد وسيادتها.
كما ناقش الطرفان أهمية تطبيق "اتفاقية فصل القوات" الموقعة بين سوريا وإسرائيل عام 1974، كركيزة أساسية لضمان استقرار الجنوب السوري وتجنب أي تصعيد محتمل.
ووفقًا للبيان الصادر عن اللقاء، اتفق الجانبان على ضرورة التخلص الكامل من الأسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك بالتعاون الوثيق مع المجتمع الدولي ووفقًا للاتفاقيات الدولية ذات الصلة. ويأتي هذا التوافق ليؤكد على التزام مشترك بمنع انتشار هذه الأسلحة الخطيرة وتعزيز الأمن العالمي.
اقرأ ايضا: مشروع قرار أمريكي أمام الكونغرس يدعو إلى الاعتراف بالنكبة الفلسطينية
ولم يغفل اللقاء أهمية تعزيز التعاون الأمني المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وضبط الحدود السورية. ويهدف هذا التعاون إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، مما يشير إلى تحول محتمل في الأولويات والنهج الدبلوماسي بين البلدين.