في تطور يثير علامات استفهام عميقة وينذر بتقويض جهود التهدئة، اهتزت مدينة سريناغار، العاصمة الحساسة لإقليم جامو وكشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، على وقع دوي انفجارات سُمعت في أرجاء المدينة مساء اليوم.
يأتي هذا التصعيد الدراماتيكي بعد ساعات قليلة فقط من إعلان رسمي عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، في خطوة كانت تأمل في طي صفحة من التوترات الطويلة التي عصفت بالمنطقة.
اقرأ ايضا: ترامب يفجر مفاجأة ويُعلن هدنة تاريخية بين الهند وباكستان
أعرب رئيس وزراء الإقليم، عمر عبد الله، عن صدمته ودهشته- عبر حسابه على منصة "إكس"- متسائلًا عن مصير الهدنة المعلنة في ظل هذه الأصوات المدوية التي تخترق سكون المدينة. تغريدته المختصرة عكست حالة من القلق والترقب تسود الأوساط المحلية والإقليمية.
وفيما تبادلت نيودلهي وإسلام آباد الاتهامات بشأن المسؤولية عن هذا الخرق المفاجئ، نقلت مصادر حكومية هندية عن اتهام صريح لباكستان بانتهاك وقف إطلاق النار الذي لم يمضِ على دخوله حيز التنفيذ سوى بضع ساعات.
على الجانب الآخر من الحدود، أكد وزير التعليم في كشمير الباكستانية استمرار المناوشات على طول خط السيطرة الفعلي الذي يفصل بين شطري الإقليم المتنازع عليه، مما يزيد من تعقيد المشهد ويضع مصداقية الاتفاق الهش على المحك.
واعلنت وزارة الخارجية الهندية- في وقت سابق من يوم السبت- سريان وقف إطلاق النار مع باكستان اعتبارًا من الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، وذلك عقب اتصال بين المديرين العامين للعمليات العسكرية في البلدين.
وأوضح وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، أن هذا الاتفاق يشمل وقفًا للأنشطة العسكرية براً وجواً وبحراً، مشيرًا إلى صدور تعليمات واضحة لكلا الجانبين لتنفيذه.
وقال إن جولة جديدة من المحادثات بين كبار القادة العسكريين من المقرر عقدها في الثاني عشر من مايو، ما يشير إلى استمرار قنوات الاتصال الدبلوماسية والعسكرية رغم هذه التطورات المقلقة.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحق دار، تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة مع نيودلهي، كاشفًا عن دور نشط لنحو ثلاثين دولة في الجهود الدبلوماسية التي أفضت إلى هذا الاتفاق الأولي.
اقرأ ايضا: الهند وباكستان.. شبح "الحرب النووية" يعود إلى واجهة الصراع
إلا أن دوي الانفجارات في سريناغار يلقي بظلال كثيفة من الشك حول متانة هذه الجهود وقدرتها على تحقيق سلام دائم في الإقليم المضطرب.