في تصريحات مفاجئة وغير معهودة، أطلق رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس شرارة جدل واسع النطاق خلال زيارته لجامعة هارفارد الأمريكية، وذلك بتناوله ملفًا حساسًا يتعلق بأنشطة الجيش المصري الاقتصادية ودوره في تطوير الصناعات الدفاعية.
وأشار ساويرس، خلال حديثه، إلى أن الأنشطة الاقتصادية للجيش قد تشكل منافسة للقطاع الخاص، ما قوبل بردود فعل متباينة وعاصفة من الانتقادات والدفاعات المستميتة.
لم يتردد ساويرس، المعروف بصراحته التي غالبًا ما تثير الجدل، في تأكيد أهمية تطوير الجيش للصناعات الدفاعية، معتبرًا أنه "من العيب" أن تتفوق دول إقليمية مثل تركيا في تصدير الأسلحة، وخاصة الطائرات المسيرة.
هذه النبرة الصريحة فتحت الباب واسعًا أمام نقاشات حادة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المعلقون بين مؤيد لرؤية ساويرس ورافض لها بشدة.
وسرعان ما تحول الجدل إلى هجوم عنيف على رجل الأعمال، ما دفعه إلى محاولة احتواء الموقف والدفاع عن دوافعه.
وأكد ساويرس- في تغريدة على منصة "إكس"- "وطنيته" واتهم بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة استغلال تصريحاته لتحقيق مآربهم. كما نفى بشدة ادعاءات أحد المعلقين بوجود استثمارات مشتركة له مع الجيش، مؤكدًا أن حديثه نابع من "حرصه على جيش مصر العظيم".
في المقابل.. تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لساويرس. حيث شن الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري هجومًا لاذعًا عليه، معتبرًا أن "من العيب" الحديث عن الجيش بهذه الطريقة، خاصة وأن المؤسسة العسكرية، بحسب قوله، "أنقذت البلاد وتحمي الأمن القومي".
وأضاف بكري أن الجيش لا ينافس القطاع الخاص بل يتعاون معه، مستشهدًا بمشاركة 4500 شركة خاصة، بما في ذلك شركة "أوراسكوم" التابعة لعائلة ساويرس، التي قال إنها حققت أرباحًا ضخمة من مشروعات مع الجيش.
اقرأ ايضا: "جاهزون لمواجهة التحديات".. الجيش المصري يتحدث عن رفع قدراته القتالية
واتهم بكري ساويرس بتبني "نفس ادعاءات جماعة الإخوان الإرهابية" وأن حديثه يأتي في سياق "الحملة الصهيونية ضد الجيش".