تحدثت تقارير إخبارية عن أن الرئيس السوري أحمد الشرع، أبدى رغبة في الانضمام إلى "اتفاقية إبراهام" وتحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل،
ويبدو أن هذا الحديث أحدث انقسامًا داخليًا في الشارع السوري، إذ يرى خبراء سياسيون أن "جزءًا من الشارع السوري يميل إلى السلم والتهدئة في المنطقة، بعد معاناة طويلة إثر اصطفاف سوريا مع محور الممانعة، فيما يعارض الجزء الآخر هذا التوجه في ظل دعم بعض الدول لتيار المقاومة والممانعة في سوريا، ومنها تركيا التي لا ترغب في تقارب بين إسرائيل وسوريا، وهو ما يتعارض مع سعيها لمد نفوذها على مساحات كبيرة منها".
وكان النائب في الكونغرس الأمريكي مارلين شتوتسمان، قد كشف عن رغبة الرئيس السوري، في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن ذلك "مرهون بشروط أبرزها ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها".
وفي حديث لصحف غربية عقب زيارته الأخيرة إلى سوريا، قال شتوتسمان،: "الشرع مستعد للانخراط في اتفاقيات أبراهام، وهو ما سيجعله في وضع جيد مع إسرائيل والدول الأخرى في الشرق الأوسط، وبالطبع مع أمريكا".
ووفقا لشتوتسمان، فإن "شروط الشرع لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كان أبرزها أن تبقى سوريا دولة موحدة وذات سيادة".
وفي السياق، قال نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري عبد الحكيم بشار، إن "التطبيع مع إسرائيل يخدم سوريا وإسرائيل والمنطقة كلها"، مضيفًا أن "شعوب المنطقة ملت من الصراعات والحروب والدمار، وآن الآوان ليكون التعايش السلمي والأمان والتبادل التجاري والتلاقح الحضاري عنوان المرحلة".
وحول موقف الشارع السوري من التطبيع، يعتقد بشار أنه "يمكن تهيئة الشارع السوري بسهولة، وأن بعض القوى السياسية قد تعارض، لكن تلك الاعتراضات غير مؤثرة، ومن شأن التطبيع مع إسرائيل تحقيق مزيد من الأمن والاستقرار في سوريا، أمنيا واقتصاديا".
وتابع: "أعتقد أن هناك مسعى للعديد من الدول العربية حول تعايش الأديان في المنطقة ودولها، وقد جرّبت كل الدول الصراعات والحروب لأكثر من 7 عقود من الزمن وكانت النتيجة سلبية جدا على الأمن والاستقرار والنمو والازدهار".
من جانبه، قال عضو الهيئة الاستشارية لمجلس "سوريا الديمقراطية"، رياض درار، إن "تصريح الشرع بشأن إمكانية التطبيع غير كاف، وقد تدخل الشرع في متاهات المفاوضات".
وأوضح درار، في تصريحات اليوم الجمعة، أن "إسرائيل قد تسعى لفرض بعض الشروط، منها الابتعاد عن إيران وروسيا، ومنع تواجد أي جماعات مناهضة لإسرائيل على الأراضي السورية".
ويرى أن "سوريا عانت كثيرًا من الممانعة، والصراع الذي انعكس على الشعب السوري طوال العقود الماضية، ما يجعله يسعى للسلام، غير الانقسام سيسيطر على الشارع لفترة ما"، مشددًا على أن "القوميين يرفضون التطبيع بكل تأكيد، دون تأثير حقيقي على الأرض، خاصة بعد تدمير قوى "حزب الله" والجماعات في المنطقة".
وأكد أن "بعض الدول العربية يمكنها أن ترعى هذا التطبيع، في حين أن تركيا ستعارض هذا التطبيع، نظرا لرغبتها في فرض نفوذها على كامل تراب سوريا، كما هو الحال بالنسبة لإيران، التي تعارض هذا التطبيع بقوة".
وأوضح أن "تركيا تنظر لسوريا على أنها ولاية تابعة لها، لذلك ستحاول عرقلة أي مسار للتطبيع بين دمشق وتل أبيب، لما تمثله الخطوة من تعارض مع مسعاها في الدولة الجارة".
وبشأن العقوبات المفروضة على سوريا، قال عضو الكونغرس الأمريكي مارلين شتوتسمان: "أحمد الشرع لا يطلب المال من أمريكا، بل يطلب رفع العقوبات، وأعتقد أنه شيء يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار".
اقرأ ايضا: حرب إيران وإسرائيل: خامنئي "يغرد" وحيفا "تعاين الأضرار"
وأوضح شتوتسمان أن "الإدارة الأمريكية لديها شروط لرفع العقوبات، بما في ذلك تحسين العلاقات مع إسرائيل".