هزت الاحتجاجات والتظاهرات الرافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة والمؤيدة في الوقت نفسه للفلسطينيين، الجامعات الأمريكية خلال الأيام الماضية.
ومع تزايد تلك الاحتجاجات التي لفتت انتباه العالم عامة والمجتمع الأمريكي بشكل خاص، رصدت "الحياة واشنطن" كافة المطالب التي ينادي بها المتظاهرون داخل وخارج حرم الجامعات الأمريكية.
ففي البداية كانت الاحتجاجات تصب تركيزها على الحوادث المعادية للسامية وكيفية استجابة مسؤولي الجامعة والشرطة للمظاهرات، لكن مع تصاعد الأحداث التي وصلت لحد الاشتباكات مع الشرطة، ظهر اختلاف في المطالب من جامعة لأخرى، لكن المطلب الأساسي هو أن تسحب الجامعات استثماراتها من الشركات المرتبطة بإسرائيل أو الشركات التي تستفيد من الحرب على غزة، وهو المطلب الذي رفضت الجامعات إلى حد كبير قبوله.
فريق "حياة واشنطن" رصد كذلك أن المطالب المشتركة تشمل مطالبة الجامعات بالكشف عن استثماراتها، وقطع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية ودعم وقف إطلاق النار في غزة.
وتدعو الحركات الاحتجاجية في بعض الجامعات مسؤولي المدارس إلى حماية حرية التعبير وتجنيب الطلاب من العقاب بسبب مشاركتهم في المظاهرات.
ففي جامعة جنوب كاليفورنيا، حيث ألقي القبض على عشرات المتظاهرين في الحراك الطلابي، فقد طالب المحتجون بـ"العفو الكامل" عن المحتجزين، وبأن "لا يكون هناك أي حراسة في الحرم الجامعي".
وفي جامعة برينستون، يطالب المتظاهرون، من بين أمور أخرى، بأن تنهي جامعة "آيفي ليغ" الأبحاث حول أسلحة الحرب "المستخدمة لتمكين الإبادة الجماعية"، وفقًا لمنشور في مظاهرة بالحرم الجامعي، أمس الخميس.
ورصد الفرق بعض المطالب محلية، إذ أن الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بدأت في جامعة كولومبيا، قبل أسبوع، ويطالب المتظاهرون فيها بدعم سكان "هارلم" ذوي الدخل المنخفض، بما في ذلك الإسكان والتعويضات، وفقًا لمجموعة نزع الفصل العنصري بجامعة كولومبيا، وهي المجموعة الطلابية المسؤولة عن تنظيم المعسكر.
كما يطالب المتظاهرون في جامعة كولومبيا، إدارة الجامعة بـ"الكشف عن جميع العلاقات مع إدارة شرطة نيويورك وقطعها، إلى جانب المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية".
ويريد المتظاهرون في جامعة كولومبيا أن تقطع الجامعة علاقاتها مع مركز المدرسة في تل أبيب وبرنامج الشهادة المزدوجة مع جامعة تل أبيب.
وفيما يتعلق بمدى احتمالية تنفيذ هذه الطلبات، وتحديدًا المطلب الأساسي المتعلق بسحب الاستثمارات، يرى مراقبون أنه وبينما كان رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، يخاطب الطلاب في جامعة كولومبيا، الأربعاء، هتف الطلاب: "اكشفوا، اسحبوا الاستثمارات، لن نتوقف ولن نرتاح".
ومثل العديد من الجامعات الكبرى، تتمتع كولومبيا ببرنامج منح تميز ضخم، تبلغ قيمته بـ 13.6 مليار دولار، اعتبارًا من منتصف عام 2023.
وتختلف آراء أستاذة الجامعات الذين تحدثوا عن إمكانية تنفيذ مطلب المتظاهرين، إذ يرى أحد المؤيدين للمظاهرات أنه "يجب أن تتخذ الجامعات قرارات بشأن كيفية استثمارها، ليس فقط على أساس تعظيم عوائد الاستثمار، لكن أيضًا على مبادئ المساواة والعدالة في ما تستثمر فيه".
في المقابل، يرى أحد الأكاديميين المعارضين لمعاداة السامية في الجامعات أنه "من الصعب في بعض الأحيان معرفة من الذي يقوم بأعمال تجارية في إسرائيل وما هي علاقته بالحرب".
ولم تعلن أي من الجامعات عن خطط لسحب الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل، ويقول بعض الخبراء إنهم سيكونون مترددين للغاية في قبول هذا الطلب.
ونقلت وسائل إعلام عن الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة ييل، جوناثان ماسي، قوله: "العقبة الكبيرة أمام سحب الاستثمارات هي أن أي جامعة تدعم سحب الاستثمارات سترسل إشارة واضحة مفادها أنها إما تذعن لمطالب الطلاب المؤيديين للفلسطينيين أو تُدعم تدمير دولة إسرائيل ومواطنيها".
وهناك تاريخ من استهداف الناشطين الطلابيين للأوقاف أثناء المظاهرات. وفي الثمانينيات، نجح الطلاب في إقناع جامعة كولومبيا بسحب استثماراتها من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
ففي الآونة الأخيرة، تخلت جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات عن الوقود الأحفوري والسجون الخاصة.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، وذلك للشهر السادس على التوالي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.