صُدم المصريون بمشاهدة تراثهم مُبعثر في أرجاء سوق شعبي في عرض علني رديء لقطع تراثية قيمة، سُرقت على الأرجح من المقابر التي هُدمت في منطقة القاهرة التاريخية.
ففي سوق الإمام، في حي "السيدة عائشة"، في القاهرة، وبالقرب من منطقة المقابر التي طالتها يد الهدم، عُرضت تراكيب مقبرة حسين بك شاهين مقابل 1500 جنيه (الدولار يعادل نحو ٣١ جنيها في السوق الرسمية و ٤٠ جنيها في السوق الموازية)، فيما الجزء الكبير من تراكيب سبيل حسن حسبي، معتوق محمد علي باشا، فسعره يصل إلى 5000 جنيه.
وحسين بك شاهين هو والد زوجة أمير الشعراء أحمد شوقي، وكان مدفونًا في ذات المبنى الذي ضم مقبرة أمير الشعراء، وتم هدمه، قبل أن يقتحمه مجهولون ويسرقون قطعا تراثية نادرة ضمتها المقبرة.
أما سبيل حسن أفندي حسبي، الذي اعتقه من الرق محمد علي باشا والي مصر، فسبيله بُني سنة 1880 ميلادية، ويضم قطعا نحاسية غاية في الروعة، إذ تم نقشها يدويا برسومات بديعة.
ومن المعروضات في أزقة سوق الإمام أيضا، شاهد قبر زوجة عناني باشا الذي مر عليه 150 عاما، ونوافذ نحاسية زينت المقابر التاريخية، وأبواب خشبية لا تُقدر بثمن.
الطامة الكُبرى، أن قانون العقوبات لا يُجرم بيع تلك القطع، كونها غير مُسجلة على أي قوائم أثرية أو تراثية أو فنية، وبالتالي لا تخضع لقانون حماية الآثار، ولو تم تهريبها إلى الخارج، فلا يحق لمصر المطالبة بعودتها.
ولم يقتصر الأمر على سوق الإمام، بل امتد إلى صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فشاهد مقبرة السيدة زبيدة، وهو عبارة عن عمود يرجع تاريخه إلى العام 1772، عرضته إحدى الصفحات للبيع بأقل من ٢٠٠ دولار، كما عرضت الصفحة نفسها تركيبات يتجاوز عمرها 200 عام.
ووثقت مبادرة "إنقاذ شواهد مصر"، سرقة 4 تركيبات كاملة لإبراهيم بك، وشريفة عثمانية، وابن أحمد أغا طوسون.
