نكبة فلسطين.. جرح لم يندمل وحق لن ينسى

مشاركة
ذكرى النكبة ذكرى النكبة
حياة واشنطن-تقرير 03:26 م، 15 مايو 2023

75 سنة مرت على الجرح الفلسطيني الذي لم يندمل منذ العام 1948 وحتى اللحظة، ففي مثل هذا اليوم يحيي الفلسطينيون في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية، الذكرى الـ 75 للنكبة الفلسطينية بعدة فعاليات في كل المحافظات.

وإحياءً للذكرى، توقفت الحركة في الأراضي الفلسطينية لمدة 75 ثانية، ظهر اليوم، وبدأت المراسم بإطلاق صافرات الإنذار، خاصة في المدن الفلسطينية، إيذانًا ببدء الفعاليات، حيث حمل مئات المواطنين الأعلام الفلسطينية بالإضافة إلى أسماء القرى والمدن التي دمرها الإسرائيليون.

وفي سابقة، قررت الأمم المتحدة أن تُحيي ذكرى النكبة الفلسطينية، لأول مرة في تاريخها بمقرها الرئيسي في نيويورك، وبمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

بموازاة ذلك، أعلنت اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة، بدء سلسلة فعاليات في جميع المدن والقرى الفلسطينية، حيث انطلقت مسيرة من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات.

(قصة التهجير)

ويُطلق مصطلح النكبة على عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وقراهم التي يزيد عددها على 520 قرية على يد عصابات صهيونية مسلحة عام 1948.

واضطر نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم في ذلك العام الذي شهد تأسيس إسرائيل، هربا من مذابح ارتكبتها عصابات صهيونية وأدت إلى مقتل نحو 15 ألف فلسطيني، بحسب تقارير حكومية فلسطينية.

(مسيرات غزة)

وفي قطاع غزة، شارك المئات من الفلسطينيين في تظاهرة حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة، للتأكيد على حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948، طبقا لما ورد في القرار 194.

وطالب القيادي في حركة "فتح" عماد الأغا، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمجتمع الدولي، بالحفاظ على ما قررته الشرعية الدولية من حقوق للشعب الفلسطيني وتطبيق هذه القرارات بقوة القانون الدولي الذي يجب أن يخضع له الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضد الممارسات والسياسات العدوانية اليومية التي يتعرض لها ورفع الظلم التاريخي الواقع عليه ووضع حد نهائي لمأساته الإنسانية ونكبته المتواصلة منذ أكثر من 75 عاما ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

كما دعا الأغا، المانحين إلى الوفاء بالتزاماتهم تجاه "الأونروا" بما يحقق الاستقرار المالي والتمويل المستدام للاستمرار في تقديم الخدمات والتحرك بشكل واسع وسريع من خلال المنظومة الدولية لوقف خطوات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة لفرض سيادتها على الضفة الغربية والقدس.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني لا زال متمسكًا بحقه في العودة ومصرًا على تحقيقه، وينتظر صحوة الضمير العالمي لحل قضيته التي باتت أقدم وأكبر قضية عرفها العالم والأمم المتحدة.

(محطة قاسية)

من جهته، قال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، في كلمته خلال مؤتمر صحفي، عُقد أمام ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، للإعلان عن إطلاق فعاليات إحياء ذكرى النكبة: "إن النكبة هي بداية المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ 75 عامًا، حيث احتل الغرباء أرضه، وشردوا معظم أبنائه في المنافي ومخيمات اللجوء".

وتابع اشتية: "كانت النكبة أقسى محطة تاريخية عاشها الشعب الفلسطيني، وسببًا مباشرًا لما عاناه منذ ذلك الحين وحتى اليوم، فالعدوان المتواصل على قطاع غزة، والضفة بما فيها القدس، ما هو إلا استمرار لهذه النكبة".

وأوضح أنه منذ عام 1948 وحتى اليوم، ارتقى أكثر من مئة ألف شهيد فلسطيني، فضلا عن أكثر من مليون حالة اعتقال منذ عام 1967.

كما لفت اشتية إلى أن الشعب الفلسطيني كان وحيدًا في معاناته، فالعالم لم يهمش مأساته فقط، بل قدم كل الدعم لقيام دولة إسرائيل، وتبنى روايتها بأن فلسطين صحراء جاءت إسرائيل لتحولها إلى جنّة.

وأضاف: "ذكرى إنشاء إسرائيل هي ذكرى نكبة فلسطين، وهي كيان استعماري كولونيالي، أنشأتها الدول الغربية لخدمة مصالحها، وأقيمت على أنقاض 531 قرية وبلدة فلسطينية هُدّمت، وارتكبت عصاباتها بين عامي 36 و48 أكثر من 50 مجزرة، ذهب ضحيتها 15 ألف شهيد من الأطفال والنساء والشبان والشيوخ العُزل، وشُرّد أكثر من 900 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين، إلى مخيمات اللجوء في الداخل والشتات، والذين لم يسقط الوطن من ذاكرتهم، وما زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم ليورثوها لأبنائهم وأحفادهم جيلًا بعد جيل، ويحدوهم الأمل ولديهم اليقين بحتمية تحقيق حلمهم في العودة إلى بيوتهم وأملاكهم التي تركوها خلفهم قبل 75 عامًا".

(أبو مازن بالأمم المتحدة)

وفي خطابه أمام الأمم المتحدة بذكرى النكبة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، اليوم الاثنين، إن الدول الاستعمارية التي تتحمل مسؤولية تاريخية عن النكبة، يجب أن تتحمل مسؤولية إنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته. 

وطالب أبو مازن رسميًا، بإلزام إسرائيل باحترام القرارين 181 للعام 1947، و194، أو تعليق عضويتها في الأمم المتحدة، لا سيما وأنها لم تفِ بالتزامات قبول عضويتها في المنظمة الأممية.  

وأكد أن أهم شرط لتحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط يكمن في الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، واستقلال دولته الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، بالقدس الشرقية عاصمة لها، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.  

وفي الأخير وبعد مرور عقود وسنوات لازالت الدعوات والأمنيات العربية والإسلامية والفلسطينية، تبلغ عنان السماء للخلاص من الاحتلال، وتحقيق حلم العودة الذي لن ينسى، وتصبح فلسطين قلب الأمة النابض بلا جرح كما عهدناها.